شروق شمس لن تغيب الفصل الاول

 

أشرقت شمس الصباح منذرة ببداية يوم جديد ،تستيقظ شروق من نومها بتكاسل بعد ليلة مرهقة، فقد استمرت في استذكار دروسها لوقت متأخر من أجل اقتراب موعد الامتحانات .

– صباح الخير ياأمي
_ صباح الخير يا حبيبتي
هل أديتِ صلاتك ؟

– نعم ، وسأقوم بتجهيز الفطور في الحال .

-بارك الله لي فيكِ ياحبيبتي.

بعد حوالي ساعتين كانت شروق قد وصلت إلى الجامعة وهناك:

– مرحبا
-لم تأخرتي ؟ الا تعلمين انه غير مسموح بالدخول بعد الدكتور ؟

قالتها ريهام بتذمر لترد شروق :
– لا تخافي مازال لدينا الوقت الكافي هيا بنا .

_- لا أعلم من أين تأتين بمثل هذا الهدوء !!

أجابت شروق بأبتسامة :
-وأنا لا أعلم لم انتِ دائما متشائمة!

_- امممم لا فائدة منك لا تتغيرين ،هيا بنا .

بدأت المحاضرة البعض يركز والبعض يثرثر ولا يكترث،والبعض لايفهم والبعض الاخر ينشغل بالرسم.
وتنتهي محاضرة طويلة بعدد قليل مستفيد .

الدكتور بعد مغادرة الطلاب أطال في لم مقتنياته علي غير العاده وأثناء مرور شروق :
– انتظري يا شروق أريد التحدث معك .

ريهام بقلق وقد تبدلت ملامحها :
-حسنا سأنتظر بالخارج لا تتأخري ،مازال لدينا محاضرات أخرى.

بعد خروج ريهام بادر بالكلام :
-ما أخبارك، وأخبار المذاكرة؟
-بخير كل شئ على مايرام.

الدكتور محاولا الاقتراب منها :
-إذا كنتِ في حاجه للمساعدة لا تترددي فأنا هنا.
شروق ابتعدت للخلف :
-شكرا لك ، كل شيء على مايرام ..

الدكتور يقترب أكثر :
– العفو ، ولكن كما قلت لا تترددي ابداً في طلب المساعدة، لم انتِ في عَجَلة هكذا ؟

– شكراً يادكتور عادل لاهتمامك ،من فضلك زميلتي تنتظرني ، مازال لدينا محاضرات أخرى كما سبق وأخبرتك ..
هناك شئ اخر يادكتور ؟ قالتها وهي تبتعد حتى التصقت بالباب وأمسكت بالمقبض.

– لا، يمكنك الذهاب الآن، قالها باقتضاب.

تنفست براحة، وخرجت علي الفور لا تعلم لما لاتشعر بالراحة في وجود ذلك الرجل ولا تحب حديثه المملوء بالغموض ..

بعد خروجها وجدت ريهام كانت تنتظر وعلامات القلق تظهر عليها، كادت تصطدم بها بها من ارتباكها :
– لماذا ارادك؟؟ قالتها ريهام بقلق .

_-لا أعلم، كان يسأل عن الدروس فقط !!
لكن لا أعلم لدي شعور غريب بالقلق

ريهام بشرود :
-وأنا أيضا ، اهدأي قليلا .
لا اعرف لما لا ارتاح لنظراته أشعر وكأنه يخفي كلام بين الكلام ..

– اممم ،وانا ايضا لكن يظل مجرد شعور، علي كل حال لايمكننا سوء الظن علي مجرد شك وافتراض.
– هيا بنا هيا لا وقت لدينا .

انتهي اليوم ،وعادت شروق للمنزل قبل رجوع والدتها من عملها كالعادة، جهزت طعام الغداء ،وساعدت اخيها الاصغر في دروسه، بينما اخاها الاخر لم يعد بعد ،نهشها القلق لكن سرعان ماتذكرت، لديه اليوم درس كيمياء وسيتأخر .

بعد ساعة أتت الأم بصحبة ولدها، لقد مر عليها في المشفي بعد انتهاء فترة دوامها ليرجعا سويا ..
غسلت شروق أخر طبق واعادته مكانه، وذهبت للمذاكرة هى أيضا.

في اليوم التالي لم تحضر ريهام الي الجامعة، مما أثار قلق شروق ،هاتفتها لكن لاجدوى الهاتف مغلق.
كانت في حيرة من أمرها ،أين هي الأن؟
في بيت أبيها أم بيت امها ، شعرت بالأسى تجاه صديقتها ،دعت ربها ان تكون بخير ،مر اليوم بدون احداث جديدة سوي شعورها بالوحدة بدونها ،نعم دائِما الشجار لكن هي صديقتها الوحيده ،وملاذها لاتحلو أيامها بدونها.

استمرت بالمحاولة للوصول إليها لكن لا جدوى، مر يومان ولم تظهر وفي اليوم الثالث عند عودتها من السوق وجدتها تجلس علي الدرج أمام باب منزلها.
دُهشت بالبداية لكن هالها منظر صديقتها، يبدو عليها الإرهاق الشديد، ضمتها بحنان وقلق ودَعَتها للداخل .

شروق وهي تضع كوب العصير والشطيرة :
-لم أصنع الطعام بعد ،كُلي هذا الآن، وأعدك بوجبة لم تتذوقي مثلها من قبل، لا تخافي أصبحتُ ماهرةفي صنع الطعام ، وان حدث لك مكروه ستنقذك أمي .

ابتسمت ريهام لمزحتها وشكرتها وشردت ، ربتت شروق على يدها:
– مارأيك ان تدخلي غرفتي وترتاحين قليلا، يبدو عليكي الارهاق ،وأكون قد انتهيت من تحضير الغداء، فأنتِ تعلمين إذا رجع اخوتي ولم يجدوه جاهزاً لن يترددوا بالتهامي.

ابتسمت مرة أخرى، ونظرت لها باامتنان، فهي لم تنم منذ يومين، كانت تعلم أن شروق هي ملجأها الاخير ان اغلقت الدنيا بأسرها أبوابها بوجهها ستفتحها شروق بوجه باسم وحضن دافئ لم تشعر به من قبيل امها.

دخلت ريهام وسرعان ما داهمها النوم، اطمئنت شروق عليها وشرعت في تحضير الطعام وبداخلها ألف سؤال وسؤال .

عاد إخوتها من الخارج ، طلبت منهم الهدوء لوجود ضيفتها فاستجابا لها .

انتهت من تجهيز الطعام واطعمتهم، ودخلت في هدوء لتجدها استيقظت ..

-آسفة ياشروق لقد جئت بلا موعد و…
قاطعتها شروق بسرعه ممزوجة بمودة:
-انه بيتك ايضا ألسنا إخوة !!

بدأت الدموع في التجمع بمقلتيها منذرة بموسم هطول الأمطار وقالت في أسي :

– لدي خمس اخوة لم أشعر منهم يوما بمودة وحب صادقين مثلك ، دائما اشعر بالوحدة.
لدى منزلين غير مرحب بي بأي منهم ،انا وحيدة وبلا مؤي منذ فقدت جدتي وهُدم منزلها ليته بقى.

أحيانا أحسدك ياشروق، فقدت أباك لكن عندك أم بمثابة العالم ،لم تتخلي عنك وعن اخوتك .
تملك من الحب والحنان ما يكفي الكون بأسره.
أبي وأمي علي قيد الحياة لكن لم أشعر بحنانهم يوما.

ما أسوء شعورك بالوحدة وسط أقرب الناس إليك!! وما أسوء شعورك باليتم و أبويك على قيد الحياة !!

ضمتها شروق بحنان وقالت : -ماذا حدث معك ؟
ولماذا اختفيتي هكذا ؟

– لدي خمس اخوة لم أشعر منهم يوما بمودة وحب صادقين مثلك ، دائما اشعر بالوحدة.
لدى منزلين غير مرحب بي بأي منهم ،انا وحيدة وبلا مؤي منذ فقدت جدتي وهُدم منزلها ليته بقى.

أحيانا أحسدك ياشروق، فقدت أباك لكن عندك أم بمثابة العالم ،لم تتخلي عنك وعن اخوتك .
تملك من الحب والحنان ما يكفي الكون بأسره.
أبي وأمي علي قيد الحياة لكن لم أشعر بحنانهم يوما.

ما أسوء شعورك بالوحدة وسط أقرب الناس إليك!! وما أسوء شعورك باليتم و أبويك على قيد الحياة !!

ضمتها شروق بحنان وقالت : -ماذا حدث معك ؟
ولماذا اختفيتي هكذا ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حوار مع الكاتبة أميرة عبد الستار

أكتوبر 18, 2022

قصيدة ازيك حبيبتي ( عبد الرحمن عفيفي )

أكتوبر 18, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *