خاطرة “العجوز”
شيماء صفوت كساب
كلما تألمت ذهبت إلى تلك المرأة العجوز تقص عليها
ما يختلج صدرها، بوجعها المنستر بين أطراف الوتين
تحكي لها عن خيباتها التي تلت بعضها كأمواج
متلاطمة رافضة المثول عن عقلها الذي اندثر
في رمال الصحراء وضل طريقه فلم يجد سيارة
تنجده ولا ذئب ينهي عذابه وينحره، ودموعها
التي لا تتوقف حزنًا على ماضي بعيد لن يعود
حتى وإن جاء حدها لن ترغب فيه طواعية
حفظًا لماء الوجه. تبكي العجوز جراء حزن
الجميلة التي تتعلق بأطراف ثوبها الرث
تهدهدها وتأخذ بقلبها بين يديها، وتلقي
عليه كساء الصبر وتأخذ بيدها تمررها
على أخاديد وجهها التي حفرها الزمن
وعكسها في عينيها البندقتين، ثم تنظر
في عينيها قائلة: لا تخافي جميلتي
ستزول كل علامات الحزن عن قريب
عودي جميلة وانسني انسي العجوز
داخلك وانزعي عنكِ ثوب الأسى انزعي
ماضيكِ المؤلم وابني مكانه بستانًا في
كل زهرة يسكن فرح وآمني بالمعجزات
قد تأتيك اليوم أو غدا ما زال قلبك نابضاً
ما زال العمر في أوله لا تنظري خلفكِ
فهناك ماضي قاسياً انظري حد السماء
وتأملي ليلها راقبي نجومها واصعدي
حتى القمر اجلسي بطرفه غني بصوتِ
شجي يسمعه القاصي والداني وترد
عليه طيور الليل مجيبة ذاك النداءِ محلقة داخل قلبكِ تنشد لحن الحياة.
بقلمي/ شيماء صفوت كساب
جميلة كقلبك حبيبتي