قراءة رواية منتهي الصلاحية للكاتب حسام مجدي بقلم ياسمين إسماعيل

اسم الكتاب: منتهي الصلاحية.
التصنيف: رواية
للكاتب: حسام مجدي
دار نشر: ارتقاء
تدور الاحداث حول:
صالح الشاب الذي كبر بأسرة مفككة،
وعاش كاليتيم رغم تنسم أبيه أنفاس
الحياة، ليظل يتنقل من بؤس إلى شقاء
حتى قابل الشخص الوحيد الذي آمن به
بقدرته على العطاء، ثم أخذت وتيرة حياته
منحنًى مختلفًا تمامًا حينما تقاطع طريقه
مع سيليا ومن بعدها دكتور مراد.
السرد: بفصحى جميلة نقلت لنا ببراعة
الصورة المتخيلة بذهن الكاتب عن حياة
شخصياته وكل من ترك بصمة بها.
الحوار: بعامية ناسبت المستوى الثقافي
للشخصيات كما  نقلت الإختلاجات النفسية
التي دارت بخلد كل منهم.
مناقشة أكثر عمقًا بها حرق للأحداث:
سادت الرواية النظرة المتشائمة لصالح
إلا أن بها لمحة الضوء في نهاية النفق
المظلم من خلال مراد. من وجهة نظري
الفرق بين مراد وصالح لم يكن طبقيًا
فقط مثلما حسب صالح، الفرق بينهما
كان في النفسية المتشبعة تمامًا
بالذل والقهر والإهانة. شخصية
صالح لم تجرب إلا التخلي؛
فلم تستطع التمسك بأي شيء بدءًا
من العمل، صحيح لم يكن ليستطيع مزاولة
مهنته بأحد فروع المطعم الذي عمل به سابقًا،
لكنه كان يستطيع بقليل من المحاربة أن يتحصل
على عمل جديد ربما لم يتخيل يومًا أن يناله،
وهنا أجدني أمام معضلة بحق هل صالح كان
مذنبًا تمامًا أم أنه ضحية بالنسبة الأكبر؟
_حقيقة لم أجد جوابًا لسؤالي هذا، وهذه
النقطة بالذات زادتني تقديرًا للرواية. لقد نجح
الكاتب بحفر تساؤلات عديدة بعقلي، شغلت
منه حيزًا كبيرًا رغم علمي التام أنها مجرد رواية
أي أحداث غير حقيقية، لكنها كانت من شدة
أهميتها قد بدت لي وكأنها مشكلة لأحد الشخصيات
شديدة القرب من دائرة اهتمامي.
_ من وجهة نظري حتى الآن أن مشكلة صالح الحقيقية
جعله الحياة عدو له، همه الأول والأخير النيل منها والتردي
أكثر كي يثبت وجهة نظره أنها غير عادلة، وأنه لن ينال
منها إلا مزيدًا من الانهيار والتحطم غافلًا عن رجل لم
تربطه به معرفة قديمة ساعده وأمن بقدرته دون مقابل،
وامرأة وثقت به ألقاها هو على طول يده دون منحها فرصة
أو حتى حقها بالاختيار. نسي طبيبًا حاول مد يد العون له
ومن قبله عدة، واستسلم لليأس. اختار النهاية الأضعف.
شخص مثله لم يتعلق قلبه برحمة الله وربما لم يعرفه تحت
وطأة ظروف نشأته المزرية نهايته منطقية جدًا. ولا أستطيع
الجزم هنا إن مراد على العكس منه أم لا، لكن مراد اتخذ
ممن يؤذونه العدو وقرر إثبات خطأ وجهة نظرهم؛ فحارب كل
عقبة حالت بينه وبين حلمه الأول بأن يصبح طبيبًا، ثم عقبة
فقدانه لطفله الصغير مصممًا على التمسك بالأمل ووضع
هدفه نصب عينيه مهما أشبعته الدنيا خذلانًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ياسمين إسماعيل تكتب عن قيد إجباري لإيمان حمدان

فبراير 15, 2023

قراءة السيد الشايب للموت بنكهة الريحان بقلم أحمد العدل

فبراير 15, 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *