بلا وعى
هب من نومه مفزوعا علي ندائها الضعيف،
لائما نفسه الف مرة علي سماحه لجسده بالاستسلام للنوم، يعلم انها قد تحتاجه في اي لحظة،
اسرع الخطي لغرفتها قبل ان يرتطم بصره بالسرير الفارغ،
شعر بقبضة قاسية تعتصر قلبه، الم الدنيا يجتاح كل خلية من خلاياه،
يكتسح عقله؛ متذكرا انها لم تعد بين الاحياء لقد غادرتهم الي الابد،
كم ود لو ظل تحت قدميها طيلة عمره ليخدمها، لكنه قضاء الله و قدره.
عض شفتيه في مرارة، للحظة كادت تفر دمعة من محبسها خلف معتقل جفنيه الحديدى،
لكنه سمع صوت ابنته يأتي من خلفه:
-ابي ما الذي جاء بك لغرفة جدتي؟
أستدار في بطء، مستعيدا السيطرة علي مشاعره،
وملامحه كعادته، راسما علي شفتيه ابتسامة امام الدهشة و الحيرة الساكنة
بملامح ابنته قائلا في سخرية:
_كنت ابحث عن مهرب من رغي والدتك، ومطالبها التي لا تنتهي..
ليتبادلا الضحكات، مبتعدا بها عن الغرفة، مغلقا بابها في حرص،
قائلا في همس دون حتى ان ينتبه:
– فلنبتعد عن الغرفة قبل ان يزعج صوتنا جدتك و يوقظها..
محمد نور
