مدينة أتريب ( ج 2 )

أتريب
الجزء الثاني..

كنا قد تحدثنا فى الجزء الأول من هذا المقال عن قيمة مدينة أتريب و نسبها و نشأتها، و سردنا عليكم من الخطط عظيم تلك الكورة منذ عصر أتريب بن قبطيم، سوف نستكمل معكم رحلتنا فى مدينة أتريب العريقة فى هذا المقال.

المركز الدينى لاتريب في العصور الوسطي:-

عبد المصريون القدماء عددا كبيرا من الآلهة وكان لكل مدينة أو مقاطعه معبودها المفضل وبالنسبة لاتريب بوصفها عاصمة المقاطعة العاشرة أو المقاطعة الاتريبيه كما كان يطلق عليها فإن معبودها المفضل كان هو الإله حورس.

والآله حورس هو أبن الآلهين إيزيس وأوزوريس وقد كانو يعبدونه في صور شتى تاره على صوره طفل وله خصلة شعر وأصبعه في فمه دلاله على انه لايزال في طفولته وتاره على صورة شاب له رأس صقر أو طائر مقدس دلاله على أنه في مرحلة الرجولة والشباب

اتريب في العصر البطلمى الرومانى

أن نصيب اتريب من نتاج الاكتشافات الأثرية عن العصر الفرعونى يفوق كثيرا نصيبها عن العصر البطلمى الرومانى وقد يكون سبب ذلك للوهلة الأولى هو طول المدة التي عاشتها اتريب في العصر الأول حيث بلغت 2290 سنه أي من الأسرة الرابعة إلى العصر البطلمى (2613 – 322 ق.م) مقابل حوالي 960 سنه أي من العصر البطلمى إلى العصر الإسلامي (322 ق.م – 640 م) في العصر الثنى أو قد يكون سبب ذلك نوعية حكام العصر الأول المعروفيين بانتمائهم المصرية لاهل مصر ولتراب مصر فهم أهلها ومن أهلها باستثناء قله دخيلة وذلك مقابل نوعية حكام العصر الثاني فقد كانو غرباء عن مصر اما من اليونانيين أو من الرومان وجميعهم كانوا ينظرون إلى مصر وإلى أهلها نظرة المستعمر المستغل الذي كان يركز نشاطه على تعمير البلاد بالقدر الذي يعود عليه بالنفع وأخذ خيراتها.

ورغم قلة عدد الاكتشافات الاثريه عن الفترة الثانية إلا أن ما تم كشفه منها يعكس بوضوح طبيعه الحياة الاجتماعية والاقتصاديه والسياسية في مصر وانعكاساتها على الحياة في مدينة اتريب

اتريب تحت الحكم البطلمى (322 – 30 ق.م)

بدأ الحكم البطلمى لمصر بعد حوالي عشر سنوات من فتح الأسكندر الأكبر لمصر عام 332 ق.م إذ انه بعد وفاة الاسكندر في بابل عام 323 ق.م انقسمت الإمبراطورية على نفسها فاستقل بطليموس أحد قواده بحكم مصر عام 322 ق.م وبهذا بدأ حكم البطالسة للبلاد من العاصمة الجديدة الإسكندرية أبتداء من بطليموس الأول إلى الملكة كليوباترا لقد حكم بطليموس الأول مصر قرابه أربعين عاما وضع خلالها الأسس الكفيلة باستمرار حكم أسرته من بعده واستغلال خيرات البلاد بما يعود عليهم وعلى اتباعه اليونانين والاجانب بالاستمرار والنفع.

وفى أوائل حكم بطليموس ظهر في مدينة اتريب شخصيه دينية ذات نفوذ قوى مستمده من قوة بطليموس حاكم البلاد اسم هذه الشخصية ” زد هير ”

زد هير الملقب بالنقذ: أن جميع المعلومات عن هذه الشخصية مستمدة من تمثال له عثر عليه في سبتمبر سنه 1918 بالقرب من جبانة الأقباط بقرية اتريب وهو من الجرانيت الأسود دقيق الصنع وفي حاله ممتازة ويرجع إلى عصر بطليموس الأول ويتكون التمثال من قطعتين منفصلين الأولى وهي تمثال زد هير صاحب التمثال وهو جالس القرفصاء وواضع يديه معكوفتين على ركبته وقد لبس رداء منقوشا عليه وعلى كل مكان من جسمه كلمات هيروغليفيه أما أمام ساقيه فتوجد لوحه رأسية هي جزء من التمثال منحوت عليها رسم لاله اتريب ” حورس خنتى ختى ” وهو على صورة طفل واقف له ضفيرة من الشعر متدليه على صدره ويقف على تمساح.

اما القطعة الثانية فهي قاعدة التمثال ولكنها تختلف عن المعتاد في أن لها فجوة تثبت فيها التمثال بحيث تصبح معظم القاعدة امام التمثال ومحفور بنها قنوات تنتهى بحوض بيضاوى الشكل ليستقر فيه الماء. وقد فك رموز التمثال وشرحها العلامة عالم المصريات ميسو دارسى ويقول دارسى في بحثه بان التمثال يعتبر قطعه فنيه رائعه كما وان ما كتب عليها من نصوص تعتبر إضافة جديدة لمعلوماتنا عن الديانة المصرية القديمة.

اما عن صاحب التمثال فهو لرجل من المدنيين قد صنع تمثالا لنفسه في زهو وغرور وخيلاء ولكنه يعود ويقول انه صنعه بتكليف من الملك بطليموس الأول الذي كلفه أيضا بإنشاء معبد في اتريب إلى الجنوب من المعبد الأصلي.

نكتفى بهذا القدر حتى لا نطيل عليكم على وعد بلقاء جديد ان أحيانا الخالق و استكمال رحلتنا فى تاريخ أتريب.

لمن فاته الجزء الأول سوف أرفق لكم بالتعليقات رابط الموضوع حتى يتثنى لكم متابعة الرحلة من البداية

دمتم بود

نجم الدين

المصادر:

الخطط المقريزية ج1

ويكيبديا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مدينة أتريب ( ج 1 )

يوليو 11, 2022

سجن يوسف

يوليو 11, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *