محمد صادق يكتب الداما وفرح النجار تقرأها لتبرز مواطن قوتها وتضع الخطوط تحت التلميحات والتصريحات

اسم العمل: الداما

اسم الكاتب: محمد_صادق

دار النشر: الرواق للنشر والتوزيع

《هل تعلم يا عزيزي .. أنك لا تعلم شيئًا؟》

إن كنت من محبي القواعد، ولا ترى أنها قابلة للشك..

وإن كنت ترى أن هناك حدودًا لابد ألا نتخطاها..

وأننا خُلقنا في الحياة كي نعشق القواعد والقوانين ونعيش عبيدًا لها..
فاترك الرواية الآن.. لا أريد أن أضيّع وقتك الثمين.

أما إن كنت تريد أن تعرف الحقيقة بأسوأ ما فيها،

وتحاول أن تتقبلها كما هي.. فاقرأ على مسؤوليتك الخاصة.

صنف الكاتب عمله على أنه محتوى مخصص للكبار،

أو كما يقال “بالعامية +18″، ولكنه بالرغم من ذلك

قد لا يصلح للكبار أيضًا. إن من مر بتجربة من التي

تم ذكرها في الرواية، سيجد بداية القراءة تعـ ـذيبًا،

ومن لم يمر.. سيواجه تضارب المشاعر ليقرأ

متحمسًا لمعرفة النهاية، تصاحبه الحيرة، والحزن،

والقوة، والسعادة، والضعف، والغـ ـضب، والألـ ـم.

 الفكرة:

تشويق نفسي بامتياز، وكالعادة، محمد

صادق يتوغل في أعماق النفس البشرية، يطرح

ما لا يجرؤ البعض على الخوض فيه، ويقدمه لك

على طبق من إثارة. يصفعك بمواجهتك أنت

شخصيًا كأنما هو قد كتب الأسطر خصيصًا

ليفاجئك أنت دونًا عن الجميع.

 الحبكة:

لا أبالغ إن قلت أني اعتبر العمل

ذو اركان مكتملة، حبكة محكمة، ترابط وتسلسل

أحداث مدروس، وتقديم مشوق لأقصى الحدود، ولتكتمل الصدمة القصص حقيقية.

 الشخصيات:

الشخصيات الرئيسية كانت

محدودة ومحددة، بينما بشكل عام شخصيات

العمل كثيرة ومتنوعة جميعها لم توصف بشكل

مادي دقيق وملموس، لكنها قدمت دورًا هامًا.

ستجد أن بناءها يتضح أمامك مع كل فصل من العمل.

 اللغة:

عربية فصحى للسرد، عامية مصرية “مبالغ فيها” للحوار.

العنوان و الغلاف:

العنوان معبر جدًا ومناسب، الغلاف ضعيف جدًا للأسف.

 النقد:

* الكثير والكثير من المفردات والألفاظ العامية الفجّة،

التلميحات والتصريحات والعبارات التي ستدفع بالـ ـدمـ ـاء

إلى وجهك خجلًا معظم الوقت، وهي جرأة معهودة لدى الكاتب.

* عدد الصفحات: 299
* مدة القراءة: ثلاث ساعات – متواصلة
* القييم: 4/5

محمد صادق لديه القدرة على وصف المشاعر بأسلوب احترافي

خطير دون مبالغة، كأنما هو صاحبه، كأنه شعوره الشخصي تمامًا.

والدليل في هذا العمل، أنه تقمص شخصيات الأبطال تقمصًا تامة،

حتى الفتيات منهن.
يحمل أسلوبه فلسفة إنسانية من النوع الذي يدفعك للتفكير،

تُرى كيف استطاع توجيه كلماته إليك؟ كيف يصل إلى أفكار الآخرين بتلك السهولة؟

جميعنا بلا استثناء نحمل أوجه متعددة لشخصيات نواجه

بها الناس والمواقف كلٌ بما يناسبه، لذلك ستجد العمل

في النهاية يتركك أمام العديد من الأسئلة أولها، أية

شخصية هي التي ستقرر أن تكونها؟ وكيف ستعامل الآخرين من حولك بناء على ذلك؟

وبناءً عليه..
أنا.. سأستمر في السعي رغم استحالة الوصول،

سأُحـ ـارب للحصول إلى ما أريد دومًا مهما كانت

صعوبة الظروف، لم ولن أحكم على الناس “لست

مخولة للحكم أولًا، و ثانيًا من كان منا بلا خطيئة؟”

، لدي أيضًا كلٌ من “هيا وداما” وغيرهم ربما، لكنني

لن اتخلى عن أي جزء من شخصيتي فلا شيء

يدعو لاخفاءها، لن أقف يومًا عاجزة أمام ظـ ـلم،

ولن اصمت عن الحق.
نحن بشر لسنا مصنفين على أننا قسم يتبع الخير

وآخر يقف مع الشـ ـر، جميعنا نحمل النقيضين.
ليس هنالك أبيض ناصع وأسود قاتم في نفوسنا،

نحن المزيج المتكامل منهما ولطالما قلت بأنني

شيطـ ـلائكية، ولكن تبقى العبرة في الإختيار

الذي نُقدم عليه فيحدد الكفة الراجحة داخلنا.. “أنا فرح”.

 اقتباسات:

* ذلك الحب اللعـ ـين، الذي يجعلنا نرى بعض العصافير ديناصورات.

* لعـ ـنة الله على عاطفتنا، حتى ونحن ندرك

حقـ ـارة من أمامنا نُشفق على أنفسنا من غباءنا فنبكي.

* أنا منتهية الصلاحية ياصديقي. أنا تاريخ انتاجي

كان يوم ميلادي، ولم يخبرني أحد بأنني صالحة

للاستخدام الآدمي لمدة ثلاثين عامًا فقط.. توقعت

أن أظل صالحة أكثر من هذا، لكنني لم اقرأ التحذير:

(لابد أن تترك في مناخ طبيعي غير ضاغط ولا

يقـ ـتل الروح، وتحفظ بعيدًا عن الرجال وأحكام مجتمع قاسٍ لا يرحم).

* هل تعلم ياعزيزي أن مقولة (لا أحد يستطيع

أن يفهم ما تريده الأنثى حتى الأنثى نفسها)

مقولة ذكورية تمامًا؟ نحن نفهم ما نريده، لكننا

لا نستطيع التعبير عنه أمام كائنات لا تفهم لغتنا،

فيئسنا من محاولات الشرح لطفل أصول الحياة ..

فتركناك تعوم في بحور جهلك، عسى أن تنضج يومًا.. وتفهمنا.

* وقت الخوف يعود أسوأ البشر إلى أصلهم أطفالًا يريدون النجاة.

* هل تعلم يا عزيزي أنهم حين اخترعوا لعبة

الشطرنج كان هناك وزير يتحرك خطوة واحدة

مثل الملك؟ وعندما طوروا قواعد اللعبة أصبحت

تلك القطعة تسمى الملكة ..الكوين… الـداما

وأصبحت تتحرك بحرية في جميع الاتجاهات،

لاتتذاكى وتخبرني بأنها في النهاية تحمي الملك.
لأن هذا يدل على ضعفك في فهم الشطرنج ياعزيزي
في الشطرنج هم لا يحمون ملكهم.. لاعب

الشطرنج الذكي يعرف أن كل القطع تحمي

بعضها ضد عدو بلون مختلف يسعى للنيل

من اللاعب، اللقطع كلها تحميك.. لا تحمي الملك.

* عندما تخبرك آنثى بأنها تحبك لا تحللها

..لاتسألها عن أسباب.. في تلك اللحظة

تتحول لورقة شجر ضعيفة تكسرها حشرة بلا وزن

.. الأنثى لا تقبل الرفض ولم تعتد عليه ..

هي الفريسة التي تقبل وترفض… وأنت

الصياد الذي اعتاد الرفض وهروب الفريسة منه… فلا تحاول تحليلي.

* أخبروا طبيبي النفسي.. أنه يحـ ـارب في

أرض الظلام المسلحة بعقول متحجرة .. تسمح

لنفسها بقـ ـتل كل ما يتنفس داخلنا … بحجة

الحب.. والعطاء.. والأصول.. والتربية الحسنة..

وأحكام الآخرين ….التي يخشونها أگثر من دينهم نفسه.

سأحـ ـارب بطريقتي كمان نصحني، لأنه ليس لدي طرق أخرى للحـ ـرب .. سوى المـ ـوت.

* هل تعلم يا عزيزي أني سأتفق في شيء

واحد فقط معك في حياتي كلها ..

أن الأنثى شـ ـرها أقسى وأسوأ من

ما يتخيل أي ذكر على وجه الأرض. غضـ ـبنا عات،

قوتنا صارخة، وحتى لو هزمتنا بقوتك، ستخرج

-على الأقل- بإصابة مستديمة تجعلك تتذكرنا

ما تبقى لك من حياة..شـ ـرنا يقیم حر’وبًا،

ید’مر عائلات، يـ ـهد عوالم وأكوانًا لكننا دائمًا

وأبدًا رد فعل.. ما ستزرعه ستحصد منه أضعافًا

مضاعفة ..فاحذر ما تسقينا من مشاعر.. حتى لاترى شـ ـرنا أبدًا فيما نطرح.

ليست أولى قراءاتي لِـ Mohamed Sadek – محمد صادق

ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، فقد أصبحت من متابعي أعماله

منذ أن بدأت بقراءة “هيبتا”، واليوم أثبت لي أن اختياري في متابعته صائب.
شكرًا للكاتب على الرواية المميزة وبالتوفيق دائمًا.
اعتذر على الإطالة .. دمتم بخير ♡

One Thought on محمد صادق يكتب الداما وفرح النجار تقرأها لتبرز مواطن قوتها وتضع الخطوط تحت التلميحات والتصريحات

  1. تحليل مميز
    ونقد متكامل 🌹

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رواية سلسبيل لشاهندة سميرة قراءة محمد داود

فبراير 20, 2023

تالفيلا بقلم أماني الصغير وقراءة شاهندة سمير

فبراير 20, 2023

One Thought on محمد صادق يكتب الداما وفرح النجار تقرأها لتبرز مواطن قوتها وتضع الخطوط تحت التلميحات والتصريحات

  1. تحليل مميز
    ونقد متكامل 🌹

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *