ما كتبته مي عبدالهادي في قراءة رواية منتهي الصلاحية للكاتب حسام مجدي

اسم الكتاب: منتهي الصلاحية
الكاتب: حسام مجدي
دار النشر: إرتقاء
قراءة: مي عبدالهادي
الحياة ليست عادلة لأشخاص بالغين فكيف
بطفل صغير يواجه كل هذا الظلم بمفرده
ظلم!!! ام ابتلاء!!! ام حظ وُلد به ليصبح
شخص منتهي الصلاحية قبل أن يكبر
ويشب عن الطوق لتكون له حياة من الأساس
الرواية تتحدث عن البطل صالح والذي يُلازم
مستشفى الأمراض النفسية بإرادته الخاصة
(جنته على حد قوله) لكن هنا وهنا فقط
سنعرف أن ليس البطل فقط المريض
النفسي ولا باقي النزلاء، هنا الكل مرضى
نفسيون ولكن بنسب مختلفة هناك من
يعرف ويعترف بمرضه وهناك من يُنكره.
ينتقل بنا الكاتب مابين حديث صالح
-مع الطبيب النفسي الذي قرر أن يعالجه
(مراد) والذي يعاني من آلامه الخاصة-
وبين الأحداث التي أدت الى جعلهم
أشخاص منتهين الصلاحية
سنتعرف على مقتطفات من حياة كلٍ
من البطل والطبيب والتي ستجعلهم
مشابهين لبعضهم الى حد ما وصراع
كل منهم مع حياته وفي أثناء كل هذا
يأخذنا الكاتب إلى هدنة على حد قول
البطل الاول هدنة ليتنفس بعض الشئ
من ابتلاءاته هدنة ينعم فيها وبها ببعض
النور والأمل في هذه الحياة ليوصل لنا
الكاتب أنه ليس هناك شقاء دائم ولا
رفاهية دائمة بل أن الحياة تتأرجح بينهم
فهل سيستطيع صالح التصالح مع آلامه
وواقعه وهل سيقدر مراد على التوغل
داخل نفس صالح وعقله ويساعده
على تقبل واقعه والاستفادة من المنح
التي تمنحها له الحياة.
الرواية نفسية من الطراز الأول كئيبة
بعض الشئ وهذا ليس المُفضل لي
شخصياً هتحسسك بالعجز عن تقديم
شئ لهؤلاء الأطفال الذين عانوا من صغرهم
ظلم أقرب الناس إليهم (أهلهم) وهتحسسك
اكتر بكره هذا النموذج من الآباء والأمهات
هذه الرواية ستضع تساؤلات عديدة لديك
هل يجب أن يعاني هؤلاء الأطفال في صمت؟
هل يجب أن يواجهوا ويعانوا من ظلم الحياة بمفردهم؟
هل يجب أن يعانوا أصلاً وهم مجرد أطفال صفحة
بيضاء نقية لم تُلوث بعد؟
متى أصبحت قلوب البشر بهذه القساوة لتقسوا
على طفل حتى لو لم يكن من صلبه؟
بل هل يجوز لي أن ألوم شخص غريب على
قسوته على طفل في حين أن أقرب الناس
إليه والذي من المفترض أن يكون مصدر أمانه
وحمايته قلبه أقسى من الحجر؟
هل لنا أن نلوم طفلاً لم يعرف من الحياة غير
مُرها على تفكيره بل واقدامه على الانتحار؟
ماذا قدمنا له كي نقيه شر اليأس؟
المزيد من هل وهل وهل ولماذا وتساؤلات
عديدة يخلقها الكاتب في مخيلتك من خلال
تصفحك لصفحات الرواية وتعمقك فيها
السرد فصحى وحجمه في الرواية أكبر من
الحوار يمكن ده حتى يتناسب مع طبيعة العمل الأدبي
الحوار عامية وكنت افضل بما انها رواية
نفسية أن يكون الحوار فصحى افضل هنا العامية غير موفقة
انتقال الكاتب بين المريض والطبيب في سرد تفاصيل حياتهم
انتقال خفيف مفيهوش احساس بالانفصال او انه يفصلك عن
الرواية بالعكس بتحس ان البطلين مكملين لبعض حيث انه
في صراع البطل التاني يكمل ما لم يفعله البطل الأول
الغلاف جيد أوحى لي من النظرة الأولى أن الرواية نفسية
أوحى لي باحساس اليأس قبل أن اتصفح الرواية كذلك العنوان موفق جدا لمحتوى الرواية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هوشنك أوسي يكتب عن زيارته لمصر وحضور فعاليات معرض القاهرة الدولي للكاتب 2023

فبراير 17, 2023

في دهاليز سوق العايقة لعلا عبدالمنعم بحروف مي عبدالهادي

فبراير 17, 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *