كتابة خاطرة بشكل سليم

فيض من الشعور الدافئ، يعتمد على احساس الكاتب و هو ليست نظمًا باردًا، بل تعبيرات صادقة، مجرّدة من التكلّف، وهي نثر في الشكل، وشعر في الجوهر، غير محددة بوزن موسيقي أو قافية، وهي فن أدبي متشابهة في مضمونها وأسلوب كتابتها مع القصّة القصيرة، والقصيدة النثريّة، والرسالة.

و على الرغم من سهولة الوصف و ما يجده القارئ في مقدمة ذلك الدرس فإن كتابة الخاطرة ليست بالأمر السهل، فهي لا تعتمد على فيض الشعور فحسب، لكن الخاطرة المميّزة تحتاج في كتابتها إلى موهبة عالية التركيز تترجم فيها الأحاسيس بإبداع حسّي، ومعانٍ عاطفية عميقة تعبّر عمّا يجول في خاطرنا.

فيقول الدكتور عزّ الدين إسماعيل في كتابه (الأدب وفنونه) عن فن الخاطرة: “وهذا النوع الأدبي يحتاج في الكاتب إلى الذكاء، وقوة الملاحظة، ويقظة الوجدان”.

و الخاطرة مثلها كأي فن أدبي له قواعد كتابية و هيكل يجب أن يراعيه كاتبها دون اغفال، حتى يتجنب النقد و كذلك حتى تصل لقوام خاطرة سليمة، و هنا فإن خطوات كتابة الخاطرة السليمة تتلخص فيما يلي:

ارتباط عنوان الخاطرة بموضوعها يعتبر من أساسيات نجاحها، فلا بدّ بأن يوحي العنوان بصلب الخاطرة.

إن إثارة القارئ منذ اللحظة الأولى لقراءة الخاطرة تضمن لها النجاح في متابعته لها؛ فالإبهار في الخاطرة هو الأساس، عليك بداية خاطرة بداية خاطفة بلاغية تثير لب القارئ.

لكل خاطرة اتجاه أو مشكلة أو قضية فرضت نفسها على الكاتب حتى ينسجها، و هي أساس الخاطرة و ما تدور حولها، و هي متن سردها و وصل بدايتها بنهايتها و عنوانها.

إن الاقتصار على كتابة الواقع كما هو في الخاطرة يجعلها ضعيفة، فلا بدّ من إخضاعها للخيال الخصب الذي يزيدها رونقًا سحرًا.

إنّ عنصر التشويق الذي نغلّف الخاطرة فيه هو سرّ الإبداع؛ بحيث نجعلها تغني مخيّلة القارئ ليجد الإجابة عن تساؤلاته في النهاية بعيداً عن الغموض.

إن النص لا يكتمل، إلا بربط النهاية في البداية، لنلمس وحدة الإيقاع فيها وتماسك النص.