شروق شمس لن تغيب (الفصل الرابع)

-لقد رايتك تدخل المكتب مع تلك الطالبة ،ومر وقت طويل وانا بالخارج .
كم كنت اود الدخول لكن خفت ان اقطع شيئا مهما ،او اكون عازولا.
نصيحه مني تلك اللقاءات لا تدار هنا بالجامعه و….

قطع كلامه بنبرة غاضبة وحاسمه:
– دكتور عادل احترس لما تتفوه به، لست أنا ذلك الشخص الذي يفعل تلك الأفعال الدنيئة ،

ولن أسمح لك ولا لأي شخص المساس بسمعتي وسمعة الجامعة وفتياتها .
ولن اقف واعطي المبررات ،وليس هناك مايمنع الاستاذ من الحديث مع احد طلابه،

مادام هناك احترام، ودوافع أمثالك لن يفهمها .

عادل بهدوء مستفز :
-لما هذه الثورة، والمحاضرة الطويلة لم أقصد شيئا مما فهمت.
فقد قصدت أنه من الممكن حديث خاص، لا تريد لأحد أن يعرفه،

أعتذر لك اذا خانتني كلماتي، وخانني التوفيق .

حاول وليد التحكم في أعصابه فهو متأكد من سوء ظنون عادل

لكن كبح جماحه والتقط حقيبته بسرعة وغادر.

لفت نظر عادل شئ أسفل الكرسي ،التقطه فإذا به الكارت المخصص بدخول الجامعه .

-يبدو انه وقع من الطالبة التي كانت هنا.
اداره ليعرف من هي ليفاجئ
– ماذا شروق!

نفذت شروق نصيحه وليد، وبعد ساعه ونص كانت تدق الباب ،

فتحت لها زوجه ابيها الباب.
وسرعان ما ظهرت علامات الضيق ،

بادرت شروق بالكلام وهي تقرر الا تترك شئ يثنيها عن ماجاءت من اجله مهما كان …

-أسفه علي القدوم بدون موعد،لكن ريهام لم تحضر للجامعه منذ أيام ،وهاتفها مغلق.
قد حُدد موعد الامتحانات النهائيه ، هل هي هنا ؟
أستطيع رؤيتها ؟

-نعم هي هنا، لكن لا أظن أن موعد الامتحانات يلزمها ،

فقدت تركت الجامعه ستتزوج عن قريب ،من رجل چيبه ممتلئ لن تحتاج الشهادة في شئ مثلك.

قالتها زوجه ابيها بلهجه ساخرة وهي مازلت تقف علي الباب،

في تلميح انها لاتريدها ان تدخل لترد شروق بابتسامه بارده:
-حسنا فلنبارك اذا للعروس.

دفعت الباب قليلا ودخلت بلا دعوة وترحيب تحت انظارها الغاضبه ،

لكن قبل ان ترد فتحت ريهام باب غرفتها، فرحت عندما وجدت شروق أمامها، يبدو عليها الارهاق .

ضمتها برفق وهمست لها :
-اشتقت اليك كثيرا.
همست لها شروق:
– دعينا ندخل غرفتك ،اود التحدث معك بمفردنا.

-اسمعيني اذا قبل حضور شقيقتك ، هل حقا تركتي الجامعه كما قالت زوجه ابيك ؟!

-أخبرني أبي وزوجته أنني لن أحتاج الشهادة، فزوجي المستقبلي لن يسمح لي بالعمل على أي حال.

-ريهام اجننتي!، انها الامتحانات النهائيةو أخر عام !
كيف تفوتينها وتضيعي كل هذا !حقا ستتزوجيه ؟
هل استسلمتي ؟؟؟

حسنا كما تريدي، تزوجيه، لكن شهادتك اذا لم تحتاجيها اليوم ربما احتجتها غدا .

ماذا لو تركك هو؟
ماذا ستفعلين ماذا لو انتهت امواله واضطررتي للعمل؟

فكري معي ،لقد كنا نحلم معا بهذا اليوم ، لماذا هذا اليأس ؟؟
اسمعي قولي لأبيكي انك موافقه ع الزواج لكن بعد الامتحانات ،

فهو لن يرفض هذا وسيتركك، مازال لدينا الوقت فلنفكر في حل أخر.

ارووووجوكي ياريهام.
لقد صورت لكي مافاتك من محاضرات.
قالتها وهي تناولها حقيبه ورقيه:
– لن اسمح لكي بتضيع مستقبلك واحلامك، تزوجيه ان اردتي ،لكن بعد الامتحانات.

-حسنا معك حق ،انه أخر فصل دراسي، ولن اضيع مافات من سنين الآن هكذا.

لكن لقد اتخذت قراري ،سوف اتزوجه، لقد عشت حياتي شريده

وطريده من بيت الي بيت ولم اجد الحب والاستقرار.
سوف اصنع هذا الحب ،واساعده لكي يكون افضل،
انها ستكون معركتي القادمه وساربحها مهما حدث.

خرجت شروق من عندها وثمه أمل يلوح في الافق ،حمدلله ان صديقتها بخير.

ذهبت الي بيتها وقامت بأعمالها اليوميه المعتاده ثم استذكرت دروسها، وبدأت تستعد للامتحانات.

في اليوم التالي عند دخولها الجامعة لم تجد الكارت الخاص بها،

ولم تستطيع الدخول ،وقفت بالخارج لا تدري ماذا تفعل، ولا تتذكر أين سقط منها.
أنسته بالمنزل؟
أم وقع بمنزل ريهام؟
لا تتذكر انها فتحت حقيبتها هناك ،ولا أنها اخرجته من الحقيبة بمنزلها ايضا.
وبينما هي تفكر وجدت يد توضع على كتفها، انتفضت مذعوره .

-اهدأي يا شروق، انه انا عادل

ابتعدت قليلا وهي تنظر له منتظرة تفسير عما فعله أجاب على الفور وهو يخرج الكارت :
-هذا ماتبحثين عنه؟
كنت ابحث عنك لإعطائك اياه

تبسمت في ارتياح، لكن ارتسمت علامات الدهشة والتساؤل لتقول :
-نعم لكن أين وجدته ؟

-في المكتب البارحه ،يبدو انه سقط منك هناك، ويبدو انك كنتِ في عجلة من امرك .
عليكِ الانتباه جيدا لأشياءك.

قالها بلهجة ذات مغزى لكن لم تفهمها شروق.

-حسنا ، أشكرك لقد وفرت علي الكثير من المتاعب ،

ولم يكن هناك وقت كافي لاستخراج غيره قبل موعد الامتحانات ، اشكرك مرة اخري
علي الذهاب الان ،لقد تأخرت كثيرا .

-حسنا تفضلي ،لكن مُري علي بعد انتهاء الدوام لامر هام.

هزت راسها بالايجاب وذهبت سريعا.
انهت التزاماتها وبحثت عن وليد لتخبره ماحدث، لكن مازال في المحاضرة،

إنها المحاضرة الاخيرة والجامعه تبدو فارغة ، لم لا يأتي جميع الطلاب مثلها ،

أم هي من تهتم كثيرا بلا داعي كما تقول ريهام عندما تعنفها على غيابها .

تذكرت أمر عادل فذهبت للمكتب لترى ماذا يريد ،الي ما ينتهي وليد من محاضرته .
مازال لديه حوالي عشر دقائق وينهيها ، لا تريد التأخير فاليوم ستتأخر والدتها في الدوام ،وعليها الذهاب للسوق اولا،
لم يعد هناك طعام بالبيت .

وصلت أمام الباب ودقته بتردد عدة مرات، كانت سترحل لكن سمعت صوته من خلفها:

-عذراً لقد تأخرت عليك، قالها عادل وهو يدخل ويدعوها للداخل .
دخلت،اغلق الباب بالمفتاح في غفلة منها.

-حسنا، لقد جئت للتو ، طلبت مني الحضور لامر هام ، تعبتني راسي من التفكير تري ماهو ؟

ضحك من طريقة تعبيرها :
-حسنا ارتاحي اولا ،هل تشربين شيئا ؟

– لا ، أشكرك .
اخبرني الان، فأنا لابد ان أذهب الي المنزل لقد تاخرت …

عادل بانفعال وهو يقترب منها:
– دائما منشغلة،وتريدين الذهاب .
لماذا عندي انا وتكونين متاخره.

شروق وهي تتراجع للخلف تلقائيا لتهرب من اقترابه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب الفصل الثالث

أكتوبر 21, 2022

شروق شمس لن تغيب الفصل الخامس

أكتوبر 21, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *