شروق شمس لن تغيب الفصل الثاني

ما أسوء شعورك بالوحدة وسط أقرب الناس إليك!! وما أسوء شعورك باليتم و أبويك على قيد الحياة !!

ضمتها شروق بحنان وقالت : -ماذا حدث معك ؟
ولماذا اختفيتي هكذا ؟

بدأت تسرد لها ماحدث:
– بعد أن تركتك وبطريقي للعودة اعترض طريقي ذلك البلطجي مرة أخري، وعندما أخبرت أبي بما حدث وأنني صفعته وبخني أبي ،واتهمني بأنني أجلب له المشاكل، وعندما حل المساء أتي ذلك البلطجي وتقدم لخطبتي!!
كيف أتته الجرأة لفعلها ؟!

ويا لدهشتي ،فقد وافق أبي عليه خوفا منه!
لم أقبل، اعلنت تمردي ورفضي، ثار أبي عليِ قام بطردي.
ذهبت لأمي لأشكو لها وجدتها تعلم، فقد هاتفها أبي بعد رحيلي ،بل وجدتها توبخني هي أيضا لرفضي !!
فإنه في نظرها مناسب لكونه ابن أحد أغنياء الحي، وسوف ينتشلني من الفقر، ويحضر لي بيت أسكنه بعيدا عنهم ،مكثت يومين عندها لا أستطيع النوم، ألمني رأسي من التفكير ولا أعلم ماذا سأفعل .

دُهشت من موقف أمي وأبي كيف يستسلموا لهذا الوغد !! كيف يقوموا برميِ هكذا !!
لهذه الدرجة يريدون التخلص مني،وبهذه السرعة، ولأي شخص حتى وإن كان هذا!

شخص كهذا مكانه السجون! ،يضايق الفتيات في الطرقات ،ومدمن على المخدرات كيف يوافقون !!

ردت شروق بشفقة وتعجب:
-بصراحة انا من اندهشت من موقف أبواكِ.
وأباكي على وجه التحديد فهو يعرفه جيدا !!
ردت شروق بشرود :
– إنه يخاف منه ومن أبيه ، ولا يريد أن يواجهه بالرفض، فيفتعل المشاكل لأبي في عمله.

أبي طوال حياته لا يريد أن يقع في مشاكل مع أحد، كما يقولون يمشي بجانب الحائط وأبي يريد ان يمشي بداخله لا بجانبه فقط ،لكن كنت أظن انه عندما يكون الأمر يخص أبنائه سوف يواجه العالم بشراسة ،يبدو أنني كنت مخطئة.

ربتت عليها شروق وضمتها بحنان وقالت :
-حسناً اهدئي الآن وارتاحي، ونفكر معا وعندما تأتي أمي ستجد الحل ،إنها أكثر حكمة مِنّا لا تخافي، فأنا معك ولن اتركك.
ابتسمت لها وسط دموعها وأحتضنتها ،قالت شروق : -سأقوم لكي أسخن الطعام، أقترب موعد قدوم أمي، نأكل سوياً ،لكن إذا جِعتي سأحضره لكي أولاً .

-سأنتظرها معك، ليس لدي شهية على كل حال ،قالتها ريهام بحزن .
ردت شروق بمزاح :
-عندك حق، انتظري حينما تأتي حتى إذا حدث لكي تسمم نجدتك أمي، قالتها وانفجرت الفتاتان في الضحك قالت ريهام بضحك:
– يبدو أنك واثقة من قدراتك في الطبخ.
شروق بضحك :
– نعم نعم ،ثقتي بلا حدود.

تركتها وذهبت لكي تجهز الطعام، وصلت أمها سلمت عليها وأخذتها غرفة أخرى وحكت لها ماحدث.

-مسكينة هذه الفتاة تدفع ثمن الاختيار الخاطئ لوالديها، كل منهم يرميها للآخر ليتخلصا من مسؤوليتها ، وأخيراً قررا تزويجها من مدمن مخدرات خوفاًمن مواجهته .

-إذا ماذا سنفعل الآن يا أمي ؟ -لا أعلم يا بنيتي ،لتبيت معك اليوم ولنفكر بحل في الصباح ، لكن أولا علينا الإتصال بأهلها وإخبارهم بوجودها هنا.

هيا إذهبي وأحضريها لتأكل الأن ،وحاولي أن تخرجيها من هذه الحالة .
– حسنا ياأمي سأفعل.

ذهبت وفعلت ما قالته الأم، قضت ريهام
الليلة هناك ، لم تستطع شروق المذاكرة ،وقضت الليل في مواساة صديقتها إلي أن ناما.

اليوم التالي كان عطلة لم يغادروا المنزل، ذهبت والدة شروق الي والد ريهام وطلبت التحدث معه ..

-أخبرتني ريهام بما حدث، وطلبت مني التدخل ،انت تعلم كم أحبها وأحسبها إبنتي مثل شروق وأكثر، فهما صديقتان منذ كانت تسكن بجوارنا في حياة جدتها رحمها الله.

-رحمها الله.
قالها والد ريهام في حزن لذكرى وفاة والدته ،واستأنف حديثه :
-نعم، أعلم ياأم شروق فأنتم كنتم خير الجيران، لهذا أثق بوجودها ببيتك ومع إبنتك .

همهمت بحرج ثم قالت :
– أنا أعلم لا يحق لي التدخل ،لكن من واجبي تسديد النصيحة،هذا الولد ليس مناسب للفتاة، فهو سئ السمعه، كما أنه فاشل وعاطل عن العمل ،يكفي إدمانه للمخدرات..
كيف تأمنه علي إبنتك؟!

رد في حرج :
-بصراحة يا ام شروق أنا أعلم كل هذا، لكن ضيق الحال كما تعلمين ، وو وزوجتي لم تعد ترغب في وجود ريهام هنا.
ولا أستطيع تدبير مكان أخر لائق.
أيضا زوج أمها لايرحب بها ، ماذا أفعل ؟
الزواج خير الحلول ..

– يا أبا ريهام الزواج خير لكن الاختيار خاطئ، فمثل هذا لا يؤتمن على الفتاة ، كيف ستعيش معه وهي لا تتقبله ولا تريده !
إبنتك فلذة كبدك تستحق زوج أفضل من هذا، فهي غالية، فكر قليلا وتمهل .
فهي مازالت صغيرة، وسيتقدم لها الأفضل.

– إن الأفضل الذي تتحدثين عنه لن يستطيع تجهيز منزله بالكامل مثلما سيفعل هذا ، أنا لن أستطيع تجهيز الفتاة ، من سيقبل هذا غيره في ظل هذه الظروف وهذا الغلاء !

-ترميها له إذا من أجل التخلص من مسؤوليتها ،ونفقات زواجها ، أتركها تعيش معي ومع شروق وأنا سأ…..
قاطعها غاضبا :
-ماذا ؟
انتبهي لما تقولين يا أم شروق ، ألا تدركين أن لديك من الأبناء في سن الشباب ، ولن أسمح لابنتي بالعيش في منزل الغرباء.

-سامحك الله يا أبا ريهام نحن غرباء ! منذ دقائق كنا أهل وخير الجيران ،تخاف عليها من ولدي وهي بمقام أخته ولا تخاف عليها من هذا المستهتر !

-هذا المستهتر سيصبح زوجها شرعا وقانونا ،وقد أعطيت والده كلمتي، ولن أتراجع عنها .

أخبريها أن تعود وتقبل بالأمر الواقع، لأنه لن يتغير شيئ مهما فعلت، لقد تركتها تنفس عن غضبها قليلا، لكن لن أصبر عليها كثيرا.

-لله الأمر من قبل ومن بعد .

قالتها أم شروق وهي تغادر المنزل بحزن بعد خروجها شرد والد ريهام وحدث نفسه : -سامحيني يا أبنتي فليس لدي حل آخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قصيدة عراف ( محمد حسني )

أكتوبر 19, 2022

شروق شمس لن تغيب الفصل الثالث

أكتوبر 19, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *