شروق شمس لن تغيب الفصل الثاني عشر

 

نظرت له بجمود وقوة ظهرت فجأة، تلك النظرة التي لم يفهمها من قبل، في تلك اللحظة فُتح الباب ودخل الجميع :

-بلى يوجد..

انهت حديثها وسط انبهار وليد بما حدث، لم تقل له تلميحات عادل تجاهه ولا قوله الصريح.
قال :
-كنت أظن أنني أتيت لإنقاذك، لقد خفت وتخيلت العديد من السيناريوهات و ..
– يكفي المحاولة، لكن لما خِفت؟
-حمدلله علي سلامتك .
قالها ليداري علي سؤالها ،ابتسمت في خجل :
سلمك الله ،لكن أين كنت كل هذه المدة؟
-أنا أيضا لدي الكثير من الأكشن والإثارة .
-ضحكت بخفة،ليكمل قائلا:
– كنت ابحث عن ما يدينه..
-حقاا!
-نعم، إنها قصة طويلة سأحكيها فيما بعد، دعينا نرى ماذا سيحدث أولاً.

ينظر لها وينظر للجميع، تجمدت ملامحه، لا يفهم ماذا حدث !
هل كانت لعبة؟ منذ متى وهي تتلاعب به ؟
هل خسر معركته؟ هل فاز وليد! لما يشعر بالندية تجاهه؟
ما خطأها هي؟
فعل كل هذا فقط حتي لا يفوز بها وليد فأصبح هو الخاسر الوحيد، نعم وحيد، يالسخرية القدر خاسر ووحيد حتى وفاء تركته، إلا من سيلجأ.
سأل نفسه كثيرا هل يحبها حقا أم يحب حبها له؟، هل هو حزين لتركها له ؟ أم حزين فقط لأنه أصبح وحيد بدونها.
يكره الوحدة، عاش عمره وحيد ؛لهذا لا يستطيع العيش دون أناس حوله، ومع ذلك يجرحهم ويسبب لهم الألم .

ذهب وليد وجلس بمقابل العميد وسأله :
-ماذا سيحدث الآن؟
-لقد وعدت شروق أن من أخطأ سيحاسب، والآن هناك دليل قوي؛ لهذا طلبت الشرطة وفي طريقها للوصول .

اقتربت شروق من عادل وقالت:
-لقد أهنتني وتعديت عليِ، ولم تكتفي بذلك بل وشوهت سمعتي، لا أعرف لما فعلت ذلك!
في البداية ظننت أنني الوحيدة التي حدث معي هذا، لكن اكتشفت أنك فعلتها مع أكثر من فتاة في تلك المدة القصيرة، ولم تجرؤ إحداهن على التفوه ببنس كلمة، خوفا من تهديداتك، أعتقد الأن بعد أن وقعت ستكثر الاتهامات.
ثم ضحكت بتهكم وتابعت:
-هناك مثل شعبي ،أظن انك تعرفه جيدا ،لكن تعرف سيكون من الظلم مقارنة ذلك الحيوان البريء بك.

أنهت كلامها والتفتت لتقف بعيدا، وصلت ريهام وهي تلهث بشدة وقد وصلتها الأخبار :
-لا أصدق، لقد فعلتيها، كنت خائفة عليكي ،حمدلله علي سلامتك.
-تعلمين، أنا أيضا كنت خائفة، كان لابد من المجازفة، إنه حقي وعليِ استراده.

ضحكت ريهام ثم قالت:
-لكنك تسرعتِ قليلا، لقد عاد وليد ومع دليل أخر.

شروق بخجل:
-نعم عاد، ظننته… ،قطعت كلامها ثم :
-لا مشكلة من وجود أكثر من دليل، لم أكن أتوقع أنه يبحث عن دليل، المهم عليكي بالعودة الآن إلى منزلك؛ حتى لا تحدث لكي مشكلات بسببي، لكن رجاءً مُري علي أمي في المشفى و أخبريها بما حدث.

-أي مشكلات هذه، لن اتركك مهما حدث.
-إذهبي وحسب، كما أنني أريدك أن تخبري أمي بشأن تأخري ومكان تواجدي؛ لقد نسيت هاتفها بالمنزل، هيا يا ريهام، ألا تريدين مساعدتي!

في النهاية رضخت لطلبها وذهبت وعندما أخبرت والدة شروق :
-هل حدث لها مكروه؟
-صدقيني إنها بخير، انكشفت الحقيقة الآن، وصار هو في مأزق.

أبلغتها برسالة شروق وطلبت منها عدم الذهاب وأنها لن تتأخر، لم تستطع الذهاب وترك العمل وبنفس الوقت الحيرة والقلق ينهشان قلبها.

أتت الشرطة وقبضت علي عادل، أيضا ذهبت شروق ووليد وعدد من الأساتذة للشهادة وبدأت التحقيقات..

شارد الذهن يجلس بلا حراك، أيضا ذهب مع الشرطة دون مقاومة، لم ينكر أي من التهم الموجهة إليه، لم يدافع عن نفسه، سارح في ذكرياته ويتذكر..

-لماذا كسرت الفازة يا عادل، هذا هو الأدب الذي أخبرتك به ؟
-لم أكن أنا الفاعل، إنه وليد هو من….
-لماذا تكذب، وليد لم يفعلها، إنه أنت، مازال أخيك صغيراً ولم يفعلها.
-إنه ليس أخي، أنا ليس لدي إخوة،لما انت دائما قاسي القلب، أنه الفاعل أنا لا أكذب وزوجتك أيضا كاذبة.
هي لا تحبني اكثر منه كما تدعي
صفعة قوية جاءته من والده وهو يقول له:
-انت قليل الادب ،كيف تجرؤ على هذا الكلام ،لابد أن أعيد تربيتي لك من جديد، لقد دللتك أمك ولم تحسن تربيتك .
-اذا لم تكن تحبني وتريدني لما أخذتني من أمي ،كنت اتركني لها، هي من تصدقني وتحبني، أنا اكرهكم جميعا.
انهال عليه والده بالسباب والضرب، لا يعلم ماهو ذنبه في الحياة حتي ينبذ ويحرم ممن يحب، أخذوه من أمه غصبا حتي يتركوه وحيداً ذليلا، لا أحد يفكر به، أي مشكله تحدث يكون هو المُلام، واذا فعل شئ جيد يُسفه به ويُقلل من شأنه.

هي الوحيدة التي وقفت جواره وساعدته، كانت تُشعره بأي عمل يعمله وكأنه عمل خارق، هي الوحيدة التي ملأت وحدته، لكنها في النهاية أيضا لم تكن له بل أحبت أخيه واختارته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب الفصل الحادي عشر

أكتوبر 30, 2022

شروق شمس لن تغيب الفصل الثاني عشر

أكتوبر 30, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *