شروق شمس لن تغيب الفصل الثاني عشر

 

هي الوحيدة التي وقفت جواره وساعدته، كانت تُشعره بأي عمل يعمله وكأنه عمل خارق،

هي الوحيدة التي ملأت وحدته، لكنها في النهاية أيضا لم تكن له بل أحبت أخيه.

نما داخله شعور بالبُغض والغيرة، إنه يحصل علي ما أريد أنا،

أخذ حنان أبي وحبه واهتمام الجميع وأخيراً حصل على من أحببت..

أفاق من ذكرياته على سؤال الضابط المختص :
-هل عندك أقوال تحب إضافتها، صمتك هذا لن يفلح في شيء،

حسنا عليك توكيل محامي للدفاع عنك، هل تود الاتصال به الأن؟

هز رأسه بالرفض، أمر الضابط بأخذه للحبس.
خرجت شروق من القسم بعدما قدمت بلاغاً رسمياً ضده، وقدمت كل أقوالها،

خرجت وهي تري الحياة بلون أخر، غير الأسود الذي ظلل أيامها منذ فترة.

اوصلها وليد إلي المنزل وهو يرى فرحتها، وبداخله فرحة أخري أكبر من فرحتها.
طرد توتره وحارب صامته الذي يغلبه برفقتها وأوقفها قائلاً:
-كل ما فعلت كان من أجل أن ارى هذة الابتسامة مرة أخرى،

وعندي استعداد لفعل أي شئ من أجلك.

احمرت وجنتاها خجلاً، توترت كثيراً؛ هذه المرة الأولى التي تسمع فيها هذا الكلام وكانت منه هو،

هو الذي طالما حلمت بسماعه منه، حافظت على قلبها ومشاعرها طيلة كل تلك السنوات حتى تنعم به في إطار شرعي ورسمي.
لن تقبل بإهانة قلبها في علاقات محرمة وتحرم نفسها من هذه اللذة، لذة الحب في نور وعلن لا الاختباء والخوف المستمر.

طال صمتها، طال كثيراً فقد الأمل في سماع ردها، يود فقط أي إشارة،

أي إشارة منها توحي بمكنون صدرها وتبرد قلبه وتعطيه الأمل فيما أنتظر وتمني..

تنحنحت في خجل وبدأت تهمهم بكلام لم يفهمه من شدة خفوت صوتها،

تداركت الأمر ورفعت صوتها قليلا وقالت:
-أشكرك على وقوفك بجانبي، وتحملك المتاعب من أجلي، على الرغم من أنك لست مضطراً لذلك.

-لست مضطراً، لكني اخترت ذلك بإرادتي، حمايتك واجبي،

ولن أنسي أبداً أنني لم أستطيع منع ماحدث من البداية، كوني بخير دائماً،

وإذا احتجتي شيئاً يمكنك مهاتفتي في أي وقت.
ابتسمت وودعته بود، رحل وبداخله الكثير لم يفض به، إلى متى سينتظر،

ربما خائف من ردة فعلها، لا يعلم، ربما ينتظر إنتهاء القضية وظهور نتيجتها.
كل هذه مجرد حجج واهية، أنت خائف من الاعتراف لها، خائف من الحقيقة التي اكتشفتها بالصدفة.

دخل بيته وعلامات الحيرة تملؤه رأته أمه بهذه الحالة سألته:
-ماذا بك، ألم تخبرني أنك وصلت لما تبحث عنه من أجل الفتاة!
-أمي أريد سؤال عن شئ يحيرني لعلكي تعطيني الحل.
-حسنا، إسأل..
-إذا أنا من فعلت تلك الفعلة بالفتاة كنتي تتسترين عليِ لأنني ولدك، أم لا.
هل تخالفين مبادئك من أجل صلة الدم؟
-لا أعلم علامَ تلمح؟
– أجبيني فقط
-حسنا إذا كنت أنت الفاعل لن أتسترعليك، لقد ربيتك جيداً واعلم أنك لن تفعل ما يخجلني من كوني أمك.
أنت تعلم أنني فعلت الكثير حتي أبعدك عن كل ماهو سئ ،

وسامحني على غلطتي القديمة ياولدي، لم أكن أعرف شيئا.

دمعت عيناها لتذكر الماضي الأليم، أقترب منها ومسح دموعها:
-لا عليكِ يا أمي لم تكن غلطتك، انما هو مقدر لكي ما حدث، لكنك اخترتِ الابتعاد.
-كل ما يؤلمني يا ولدي هو ذلك الطفل لم أستطيع مساعدته،

كان لابد أن يعرض على طبيب نفسي لما يعانيه من هلاوس.

لف وجهه بألم وقال :
-ليتك استطعتِ مساعدته قديماً يا أمي.

ظل طوال الليل يجوب بالشرفة، لا يستطيع النوم، يفكر فيما يمكنه فعله وفي الصباح اتخذ قراره.

-لماذا تريد رؤيته؟
-أريد التحدث معه قليلاً

-أظنك الآن انتهيتي من الاختبارات، ويمكن تحديد موعد الزفاف.
– حسنا يا أبي، كما تريد، لكن رجاءً اعطني أسبوع للراحة من الدراسة،

على الأقل لأستعيد نشاطي، هذا أخر طلب أطلبه منك بعد الآن.
– كما تريدي يا ابنتي، كما تريدي.
قالها بصوت يكسوه الحزن، نظر طويلاً كأنه يريد إخبارها شيئا لكن لم يقول وتركها وغادر.

جلست أمها مقابلها تسأل عن ماحدث، سردت عليها ما فعلت وسط دهشتها وقالت:
-كيف استطعتي فعل هذا؟ ألم تخافي!
-بالطبع خِفت ياأمي، لكن لم أكن لأتركه يفلت من العقاب مهما حدث.
-بدأت أخاف منك ياشروق، لقد آلمني قلبي من مجرد السرد،

لهذا لم تخبريني قبلها؛ حتى لا أثنيك عن ما تخططين.
-يا أمي انت تخافين عليِ كثيرا، حتي لو لم أكن أفعل شيئا تخافين، ليت كل القلوب طيبة مثلك وتحبني.

ضمتها أمها بحنان وقالت:
-ليت كل الفتيات مثلك، تعلمين خفت عليك لكن أسعدتيني،

بت أثق في استطاعتك الحفاظ علي حقوقك وتدبير شؤونك بمفردك،يمكنني الموت دون خوف الأ…
قاطعتها شروق :
-بارك الله لنا فيكي يا أمي، إذا كنت قوية؛ هذا لأنني أعلم أنك معي وتسانديني وتدعميني.

دخل أخواها في هذه اللحظة وقال أكبرهم :
-ماهذه الخيانة، حضن عائلي بدوننا. قالها وتصنع الحزن،

شدته علي غفلة منه وبدأت المزاح معهم ، المزاح الذي حُرموا منه منذ فترة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب الفصل الثاني عشر

نوفمبر 7, 2022

الأدب و الحقيقة.. على هامش سيرة مي و آلامها

نوفمبر 7, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *