للأسف يا عادل لقد انتهى رصيدك لدي ،ولم يعد هناك ما يشفع لك عندي.
قالتها وصفعت الباب خلفها:
-اللعنه عليكِ ،وعلى مخبروك السِّريون..
انتهي اليوم وترك الجميع كلُّ منهم في حالة مختلفه، الجميع يفكر في حاله وينتظر اليوم التالي بتوجس..
بمشاعر متضاربة،وقلب يخفق بقوة ،تقف أمام بوابة الجامعة ،تتقدم خطوة وترجعها من جديد ،أدارت وجهها عزمت الرجوع انتفضت عندما وجدت من يمسك يدها لفت رأسه في خوف وغضب :
-ريهام ، أخفتني!
-تودين الرجوع إذن ،هيا بنا لندخل .
-خائفة..
-مم؟
-كلما مرَّ عليَّ أحد نظر لي بطريقةغريبة، لا اريد الدخول، لا استطيع النظر بعين أحد.
-شروق لا يمكنك الهرب طوال عمرك ،واذا كان على أحد ان يهرب ويختبئ من عيون الناس سيكون هو ليس أنتي!
هيا إلى الداخل.
قالتها وأمسكت بيدها ،ودخلوا سويا..
رآها من بعيد ابتهج واقترب منها :
-شروق ،هل انت بخير اليوم؟
إذا كنتي تشعرين بتعب، دعيني أوصلك لترتاحي و..
-مهلا ،مهلا ،أنا بخير لا تقلق .
-حمدلله.
-كنت سأمر عليكم اليوم ،إدارة الجامعة تود التحدث معك ومعرفة بعض الإجابات.
تغير وجهها وشحب فجأة.
-أريدك أن تتذكري جيدا إذا ما كان حدث شئ من قبل أو لمح لكي بشئ ،وأيضا سؤال زميلاتك إذا كان تعرض لإحداهن بشئ مماثل ،حتى لو رسالة هاتفية.
أما أنا فلدي ما أقوم به.
-أشكرك لوقوفك بجانبي و وتصديقي.
-لا داعي للشكر يا شروق هذا واجبي .
ابتسمت في امتنان، وذهبت لتحضر التحقيق.
-أكاد أجزم أنني سمعت صوت دقات قلبها الخائف.
-ليتني أستطيع طمأنته، ليتني أستطيع إبعادك عن كل تلك المشاكل .
شعرت بيدها تضغط على يدي الباردة تهدئني :
-أنتي بخير؟ ،إذا كنتي تشعرين بالتعب يمكننا تأجيل هذا اللقاء للغد..
– لا ،اريد إنهاء هذا الموضوع،دعيني أدخل و أعرف ماهو مصيري.
طرقت الباب ،لحظات وسمعت الإذن بالدخول،تنفست بعمق ،ودعوت الله أن يقف بجانبي فهو العالم بكل شئ.
-اجلسي يا ابنتي .
قالها العميد بصوت حَانِ وأبوي، جعلني أهدئ قليلا وأشعر بالراحة.
-شكرا لك.
-هل تودين شرب شئ ،أشعر أنك متوترة قليلا،أعلم أنك مازلت مريضة.
صمت قليلا ،ثم أكمل بصوت هادئ:
-إعلمي يابنيتي أنه ليس هناك مكان للوساطة والمحسوبية،ومن له الحق سيحاسب مهما كان ،عليكي إخباري بكل ماحدث ولا تخافي من شئ .
-سأخبرك بكل شئ ،لكن صدقني ما قاله بالأمس ليس..
قاطعني بهدوء:
-ليس لي شأن بما قيل بالأمس ،أود أن أسمع منك أنت الآن.
-حسنا.
بدأت أحكي له ماحدث ..
-يمكنك سؤال رجل الأمن أيضا،كان واقفاً عندما طلب مني الحضور إلى مكتبه بعد الدوام.
-هل سأدخل الامتحانات ،انها الاختبارات النهائية ولن أتحمل ان يضيع مستقبلي ظلما.
-لا تقلقي بهذا الشأن ،ذاكري دروسك واستعدي للاختبارات، والتحقيق مستمر وستظهر الحقيقة ويعاقب المذنب.
-أتمنى ذلك .
قلتها وأنا أستعد للخروج،استوقفني قائلا :
-إذا ثبتت إدانته سأحول الأمر للشرطة ليتم ردعه قانونيا ،أري انه ليس من العدل وقفه عن العمل فقط .
أما أذا كنتي أنتي المذنبة سيتم فصلك من الجامعة وحجب نتيجتك..
-أنا منتظرة التحقيق العادل ،فانا لست المذنبة واريد حقي ،ولن اتنازل عنه مهما حدث،
وإذا لم تحضره لي ادارة الجامعة أنا من سيصعد الأمر للشرطة.
ابتسم العميد من قوتها التي ظهرت فجأة،بعد ضعف وانهيار عادت من جديد .
تود أن تأكد له براءتها وتدافع عن نفسها بطريقة ذكية.
-حسنا، تأكدي ان الحقيقة ستظهر لا محال ،وسأفعل كل ما بوسعي ..
خرجت من مكتبه وعلامات الراحة علي وجهها ،استقبلتها ريهام في لهفة:
-ماذا حدث أخبريني ؟
-سأحضر الامتحانات إلي ما ينتهي التحقيق،هذا ما يهمني الآن ،وما كان يخيفني .
-وماذا عن التحقيق؟
-سألني عن ماحدث ،مازال يحقق بالأمر ،ويسأل الشهود .
– أخاف الايشهد أحد معك ،انه الخوف ياشروق !
-لا تخافي ياريهام ،انابخير ،فالله معي،سأكون بخير ،نعم لقد انهرت قليلا ،لكن استعدت قوتي ثانيةً.
كنت خائفة أن تضيع عليِ السنة ويُدمر مستقبلي ،لقد وعدني العميد أن اجتاز الاختبارات كأي طالب حتى ينتهي التحقيق ،وهذا مااطلبه ،حتي يتوفر لدي الوقت لإثبات برائتي وإنقاذ مستقبلي.
نظرت لها ريهام بقلق:
-أشعر أن لديك خطة ما!
-نعم ،لقد صدق حدثك ،لكن سأنتظر قليلا وأري إذا كان هناك داعي لتفيذها أم لا..
شردت قليلا ثم قالت:
-حدثيني عنك ،ماذا قررتي؟
-أقنعت أبي بدخول الأمتحانات ،لا أعلم لما تكرهني زوجته!
صدقيني ياشروق انا لم أفعل معها أي مشكلة،لم أحاول حتى رد ما تفعله بي ولا إخبار أبي بما يحدث.
تدرين ،أخاف أنا أخبره وتصدمني ردة فعله.
ربتت عليها :
-هناك بعض البشر يقوموا بأذية غيرهم دون أي سبب ،انهم فقط يحبون الأذي والشر لغيرهم لمجرد الأذى ،لن ينتظروا حتى تفعلي ما تستحقي الأذى ،لكن لكل بداية نهاية وحتما سنجد العدل ويتحقق يوما مهما طال انتظاره.هيا ،هيا لدينا جبال من المذاكرة،لم يعد أمامنا الكثير لنفكر في هذا بعد الامتحانات .
ضحكت قائلة:
-لا تتغيرين أبدا!!