جبال أكاكوس ملحمة كتبتها هبة زايد في قراءة لصفية الجيار

 

اسم العمل:أكاكوس

اسم الكاتب: هبة_زايد

دار النشر: حكاوي

من أجواء الرواية..

صراخ مفزع يشق سكون الليل تخشى منه النفوس،

تهرع منه القلوب التي تهاب العتمة لما قد يحدث هنا

في جبال أكاكوس مملكة الجان على الأرض.

استيقظ تاج الدين فزعًا من الصوت الذي سمعه،

قام مسرعًا إلى خارج غرفته وجد أمه تبكي جالسة

على الأرض؛ نزل إلى جوارها يمسح على رأسها:-

ما بك يا أمي؟ لِمَ تصرخين الآن؟ هل رأيت كابوسًا مزعجًا؟

– رأيت أوسًا في مأزق، وجدته في رؤيتي بمكان مظلم يبدو كأنه صحراء مخيفة.”

**

مهما قالت الأساطير والروايات عن أكاكوس وغيرها بأنها

أرض الجان على الأرض فلا يعلم ذلك إلا الله، وإن كان

الجان موجودين على الأرض حقيقة لكننا لا نراهم ،

فيمكننا حماية أنفسنا ؛لأننا نؤمن بالله ،فلا داعِ للقلق أبدًا، علينا العبرة……..

منذ أن اعتادت روحي على مرافقة الحكايات وأنا أخشى

المفاجآت في نهايتها، لذا كنت أقرأ هذا العمل بترقب لما

هو قادم، بعدما سمعت ممن سبقوني في القراءة أنني

لن أتوقع ما سيحدث في كل صفحة، ولكن مع التوغل أكثر

في جبال أكاكوس وبراعة الكاتبة في وصف طبيعة ساحرة

كطبيعة الجمهورية الليبية تلاشى شعور استباق الأحداث

وبدلًا من توقع النهاية انخرطت في كاف الجنون وما لاقاه أبطال العمل من أهوال فيه.

أعجبني قدرة الكاتبة على دس العشرات من المعلومات

الحقيقية فيما يخص المجتمع الليبي والعادات والتقاليد

وأسماء المناطق والأساطير المتوارثة في هذا القطر

باحترافية بين جنبات العمل، والتنقل بخفة بين الطبيعة

التركية واندماج عائلة عائشة في حياتهم العملية وبين

صراعات الجن والمستكشفين في جبال أكاكوس،

وهذا هو اللون المفضل لي في الرواية أن يجتهد

الكاتب في بحثه ويدفع القارئ ليغلق العمل

ويركض ليستكل عملية جمع المعلومات وتغذية غريزته الفكرية.

في البداية ظننت أن العمل اجتماعي به لمحة رعب

وبعد القراءة اكتشفت أنه رحلة استكشافية خيالية شيقة

بها الكثير من القيم الاجتماعية التي قدمت بسلاسة، ممتنة

جِدًا للكاتبة لأنها دفعتني لأن أقوم ببحث حول معقل الجن في

الأرض “كاف الجنون” والتعرف على الأساطير المتناقلة حوله.

السرد باللغة العربية الفصحى السلسة، كان بعيد كل البعد عن

الاسترسال في الوصف فلم يمر الملل على عقلي طوال قراءتي للعمل.

الحوار باللغة العربية الفصحى أيضًا كان قليل لأن الكاتبة

استعاضت عنه في السرد، لكنه كان كافيًا بالنسبة لي.

الغلاف جاء معبر جدا لا أظن أن غلاف آخر يليق بملحمة جبال أكاكوس.

تجربة القراءة لهبة زايد هي الأولى لي ولا أظنها ستكون

الأخيرة رغم المفاجأة في نهاية العمل لكنني متشوقة

للجزء الثاني وأنتظر رحلة جديد في بلاد الجزائر.

صفية الجيار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

العصفورة الحمراء تحلق بين أرفف مكتبات القراء لتنال إعجاب مريم أحمد

فبراير 28, 2023

حكاية حسبة غلط من سلسلة حكايات منار

فبراير 28, 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *