انهيار عرش الكتاب الورقي أمام نظيره الالكتروني..

 

أسعار باهظة.. محتوى رديء.. تجارة قبل أن تكون خدمة.

زيارة لمعارض الكتاب ترفيهية أكثر من بحثية شرائية تحمل مقابلات للأصدقاء و التقاط الصور و بعض المجاملات لشراء كتب صديقي المقرب، أو شراء بعض الكتب القديمة لكاتب معروف أو كتاب أضمن محتواه حتى لا أشعر بالحزن بعد انفاق نقودي على كتاب أجهل ما يحتوي.

كانت تلك أراء الكثير من مريدي معارض الكتاب داخل مصر خاصة و الوطن العربي عامة بعد تدني حالة الكتاب الورقي المعروض و ارتفاع ثمنه بشكل باهظ، مما دفع الكثير من محبي القراءة للتوجه صوب الكتاب الالكتروني

الذي وجد فيه الكثير غايتهم، حيث انخفاض سعره و كثيرا ما كان متوفر بشكل مجاني و كذلك سهولة تصفحه عبر الهاتف أو الأجهزة اللوحية ك ” تابليت / كندل “، و أيضا سهولة حمله و تصفحه في أي مكان، على الرغم من شعبية الكتاب الورقي و عبق رائحة الورق التي تغوي الكثير من القراء لكن تلك الفئة انصرفت لشراء كتب معروفة لكاتب معروف تثق في محتواه، بعد أن اكتظت المكتبات بالكثير و الكثير جدا من الكتب و الروايات دون المستوى تحمل اسم جديد، قليل منهم يستحق الظهور و الكثير لا يرتقي لذلك، مما كان له تأثير على القلة التي تستحق ذلك.

تجارة قبل أن تكون خدمة..

في الأونة الأخيرة لاحظنا انقسام سوق النشر ما بين دور نشر كبيرة منها القديم و منها الحديث الذي ظهر بخطى ثابتة و سياسات واضحة تخدم السوق و الكاتب معًا، و دور نشر صغيرة كان مجال النشر لها باب للتربح ليس أكثر، مع غياب سياسات النشر و التوزيع الواضحة و التي أضرت بشكل كامل بصاحب المحتوى المنشور و اعتمادها بشكل كلي على تسويق كتابه عن طريق متابعيه على شبكات التواصل، و بعد ارتفاع أسعار خامات الطباعة خاصة الورق ليس من السهل خوض تجربة نشر كتاب بشكل مجاني لصاحب محتوى لا يتمتع بشعبية و متابعين و لا يقدر على دفع تكلفة نشر كتابه و التي قد تتراوح ما بين 2000 إلى 5000 جنيها مقابل طبعة واحدة غير واضحة العدد، و قد يقع ضحية ذلك من لديهم حلم الشهرة بكتاب يحمل أسماءهم ظنا منهم انه أحد طرق المجد و الشهرة، فلا بأس من دفع مقابل ذلك، و هنا استفادة دار النشر من المبلغ المدفوع بتغطية تكاليف طباعة عدد 50 نسخة تقريبا و المتبقي عائد لدار النشر كربحية، و هنا يقع صاحب المحتوى في دائرة ” عليك بتسويق عملك حتى تبيع نسخك المعروضة “، صاحب محتوى يعمل على رواية و كتابتها و صياغتها و بعد كل ذلك يدفع مقابل نشر مجهوده ليقع على ارض الوهم دون أن يقرأه أحد سوى قلة، أنت لا تتمتع بشعبية تؤهلك خوض التجربة..

لماذا الكتاب الالكتروني؟

كان العائق الأكبر أمام صاحب المحتوى هو قلة شعبيته و متابعيه، من الصعب أن ادفع مبلغ في كتاب لست على دراية بمحتواه أو حتى معرفة صاحبه و كيف يكتب و ما يكتب، لهذا فإن النشر الالكتروني طريق سهل لصاحب المحتوى أن يقدم نفسه للجمهور بشكل مباشر و العمل على تكوين شعبيته قبل خوض غمار النشر الورقي، فتكلفة النشر الالكتروني منعدمة تقريبا في بعض المواقع و قليلة في مواقع أخرى، كما أن سهولة وصولها للقارئ جعلتها باب أفضل من النشر الورقي للقراءة فكانت تجربة النشر الالكتروني الخطوة الأولى لصاحب المحتوى في التعريف عن نفسه، عادة طريق النشر الورقي صعب و مفروش بالكثير من المجاملات التي تمنع ظهور بعض الأقلام القوية و التي طالما احتاجت لدعم حتى تظهر و عن تجربة شخصية كان تسويق صاحب المحتوى لنفسه العائق الأكبر و لحل تلك الأحجية كان النشر الالكتروني هو الخطوة الأولى في علاج ذلك، خاصة في ظل حفظ ملكية المحتوى الخاص بالكاتب، و مساعدة الكاتب على توزيع روابط تحميل الكتاب، و كذلك بعض المواقع قد توفر خدمات أخرى تدعم صاحب المحتوى في ذلك، و هذا أكبر ما يميز النشر الالكتروني عن الورقي.

نهاية.. ان باب النشر الالكتروني بعد أن اوضحنا فوائده لصاحب المحتوى في اتساع انتشاره و كذلك سهولته، و في غياب الرقابة على المحتوى المطروح و عدم وضع ضوابط لدور النشر، فإن سوق النشر الورقي يواجه مشكلة حقيقة في الآونة الأخيرة قد تحتاج الى تدخل بشكل جدي لعودة رونق الورق كما كانت

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لماذا خلق الله آدم عليه السلام

يوليو 12, 2022

عن الكتابة الرّوائيّة والشّعريّة أيضًا وأيضًا

يوليو 12, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *