هيا ،هيا لدينا جبال من المذاكرة،لم يعد أمامنا الكثير لنفكر في هذا بعد الامتحانات .
ضحكت قائلة:
-لا تتغيرين أبدا!!
بعد عدة أيام :
-أنا لا أقبل تلك الإهانة أبدا، أنا أستاذ محترم ولي وضعي، كيف تصدقون تلك الفتاة المحتالة!
قالها عادل بغضب وتوتر ظاهر عليه،ليرد العميد بهدوء:
-أي إهانة تلك ؟لم توجه لك تهمة الي الان !
مازال التحقيق مستمر حتى نفرغ تسجيل الكاميرات .
-كاميرات!!
أهناك كاميرات في غرف الأساتذه!!
قالها عادل بصوت مهزوز ،ابتسم العميد وقال:
-بالطبع هناك كاميرات بكل مكان .
ننتظر فقط التصريح ووصول الفنيون المسؤولون ،فكما تعلم هذه الفترة الجامعه والاداره بأكملها منشغلون بالامتحانات ،لهذا أجلنا أمر التسجيلات لحين انتهاء الامتحانات .
لكن أخبرني لماذا انت غاضب الآن ؟
-ها ماذا؟
اوه ، نعم تذكرت ،لقد فوجئت بتلك الفتاة في المدرج تؤدي الامتحان ،كيف حدث هذا ،وكيف سمحتم لها بدخول الأمتحانات!!
-هذا حقها ،كما هو حق الحامعة حجب نتيجتها اذا أثُبت أنها مذنبة..
-إذا أثُبت!!!
معني هذا هناك شك بي !!
لها حق إذن التبجح بي أكثر مما فعلت.
-أولا الكاميرات ستكشف الحقيقه وعندها سنعرف من المذنب ،وسيعاقب مهما كان..
ثانيا ماذا تقصد بالتبجح؟
عوده بالذاكرة:
-فلينظر كل طالب في ورقته، ولا يحاول أحدكم الغش، لن اسمح ب..
قطع كلامه عندما وجدها أمامه:
-ماذا تفعلين هنا ؟ هيا الي الخارج..
نظرت له ببرود،كانت تتوقع ان يحدث هذا ،وجهزت نفسها جيدا لهذا .
-أنا أحدثك ،ماذا هل فقدتي السمع أيضا مع احترامك وحيائك!!
تعمد رفع صوته حتي يحرجها أمام الجميع ،لا يعلم انها كانت تريد ذلك فقالت في هدوء:
-لقد سمح لي العميد بدخول الامتحانات ،ولايمكنك إجباري علي الخروج الا بتصريح من إداره الجامعة .
أما بخصوص تلك الاهانه وتشويهك لسمعتي فسأقدم بهذا شكوي للجامعة ،فلينظرو بها مع شكوي تعديك عليَّ ،ولنري من منا الذي فقد حياؤه .
نظر لها بدهشة،لم يكن يتوقع هذا الرد، ابتلع لعابه ثم اقترب منها وأخفض صوته وقال بوقاحة:
-أتدرين أعجبني هذا التغيير الجديد حقا ،أنا لم أغير رأيي ولن أتراجع عن مااريد ، إذا كنت لا أستطيع إخراجك ومنعك من تأديه الامتحان ،أستطيع فعل أشياء أخرى.
فكري مرة أخرى، ومكتبي مازال مفتوحا ، والعرض جاري ،استطيع انهاء كل هذا بلحظة.
نظرت له نظرة لم يفهمها ثم جلست بصمت وبدأت تستعيد تركيزها وتؤدي الامتحان..
حاول تشتيت انتباهها كثيرا ،كل بضع دقائق يمر بجانبها يطرق علي المقعد امامها،يمسك ورقتها لينظر بها،يفعل أي شئ يشتتها،يحاول جعلها تفقد أعصابها ،لكنها سيطرت على غضبها مما أغضبه هو ..
رجوع للحاضر:
-ووقفت بمنتصف المدرج وبصوت عالي وقالت:
– كيف تجرؤ علي التحدث معي هكذا و سأشتكيك للعميد.
كل هذا لانني نصحتها بتحسين سلوكها معي، وانه لايصح ماتفعله وعليها التمسك بالحياء والأخلاق، حتي انني اخبرتها انني ساتنازل عن شكوتي ضدها حفاظا علي مستقبلها.
-حسنا من الأفضل عدم الاحتكاك بها حتى انتهاء التحقيق.
قالها بنبرة غريبة ،لم يكن يتوقع رد الفعل هذا ،يبدو أن الجميع يدهشونه بتصرفاتهم هذه الأيام .
-كيف استطعتِ الصمود هكذا ؟
قالتها ريهام بتعجب.
-توقعت هذا .
-أتدرين يا شروق، لست مطمئنة لهدوئك هذا .
– اطمئني، لن يحدث لي مكروه.
-ألا تعلمين سر اختفاء دكتور وليد منذ أيام ؟
-لا ، قال ان لديه مايفعله ،لكن لم يقل ماهو ..
– أخشى أن تنتهي الامتحانات ولا يظهر.
-لما!!
-انه الوحيد الذي صدقك ،كنت أمل ان يقف بجوارك ،لكنه اختفى !!
شردت شروق قليلا ثم قالت:
-من يدري ماذا وراء غيابه،علي كل حال هذا اخر عام ولن نراه مرة أخري ،فقط كنتُ..
قطعت كلامها ثم أكملت :
-هيا بنا،ليس لدينا الكثير.
شعرت ريهام بحزن صديقتها الغائر الذي تحاول إخفاؤه.
عند وصولها إلى المنزل وجدته ينتظرها ،نظرت له والقت السلام ،وقف يستقبلها وقال :
-كيف كان الامتحان ،هل أديتي جيدا ؟
نظرت له بتمعن لأول مرة في حياتها، كأنها اول مرة تراه ،تراجعت في خطوتها ووقفت بمقابله وشئ بها تحرك :
-هل انت حقا تهتم بأدائي، وإذا كان جيداً أم لا ، ظننتك لا تريد أن أستمر
في الدراسة.ترددت قليلا وأكملت :
وتهتم لشأني؟
ابتسم لها وقال:
-لست بهذا السوء الذي تظنينه،غداً عندما نتزوج ستعرفين.
شعرت بالحرج،همهمت في خفوت وقالت :
-أسفه ،لم أقصد ذلك، لكن لكن ..
لمعت عيناها بالدموع وقالت :
-لم يهتم بأمري أحدٌ من قبل سوي ،سوي شروق صديقتي..
شعر بالحزن تجاهها، يبدو أنهم يشبهون بعضهم.
قال مغيراً للموضوع :
-يهمني نجاحك بالطبع،لذلك لا تقصري بدراستك، انه عامك الأخير أليس كذلك؟
-نعم صحيح.
-بالتوفيق
أنهى زيارته سريعا حتى يتركها تستريح، وتستعد للقادم.
لأول مرة تشعر بالراحةفي وجوده