شروق شمس لن تغيب الفصل الخامس

 

عادل بانفعال وهو يقترب منها:
– دائما منشغلة،وتريدين الذهاب .
لماذا عندي انا وتكونين متاخره.

شروق وهي تتراجع للخلف تلقائيا لتهرب من اقترابه :
– ماذا حدث يادكتور، لما كل هذه الثورة، اهدأ قليلا.
بدأت ترتبك :
-ولماذا تقترب مني هكذا ،ارجوك عُد مكانك ! إنك تخيفني!

امسك يديها بتملك :
– هل انتي خائفه ، لا تخافي ، الا تريدين النجاح في مادتي ، استطيع مساعدتك في باقي المواد أيضا، كوني مطيعةو هادئة.

بدات تسحب يدها التي يشد عليها، مازالت تحت تأثير الصدمة مما يحدث ،يقترب منها بوقاحة حتى حاصرها بينه وبين الحائط.
بدأت بالصراخ لعل أحدهم يسمعها و يأتي ليساعدها، بينما هو يحاول كتم صوتها بيده الأخرى:
-اصمتي اصمتي، لا تمثلين الخوف والبراءة، انا اعرف مابينك وبين وليد ،لا تتصنعي الشرف لقد رأيتك معه كثيراً بمفردك.
استطاعت افلات يدها وصفعته على وجهه، امسك خده بغضب لكن مازال يمسكها بقوة:
– تجرأتِ علي لطمي!!، انتظري مصيرك المظلم ،لن اتركك، سوف تندمين على فعلتك ،سأجعلك تتوسلين إلي لكي اسامحك ولن أفعل .
مد يده لتمزيق ثيابها بدون تفكير في العواقب وقد أعماه غروره وشهوته ، صاحت مستغيثة:
-ابتعد عني، ابتعد عني، اغيثوني ،ابتعدددد ، فليساعدني احد..
سمع الجلبه بعض الطلاب الذين خرجو للتو لحسن الحظ واخبرو الاداره، وبداو في التجمع بالخارج، يحاولون فتح الباب.
كسره وليد ليدخل ويجدها تبكي، وعادل يصيح بها بعدما سمع الجلبة وقلب الموازين سريعا :

-تتجرأين علي مساومتي،
التفت لهم :
– هذه الحسالة اتت لتعرض علي الرشوة ونفسها، بمقابل نجاحها في مادتي .
سوف ابلغ عنك الجامعة، لن اتركك حتي يتم فصلك لتكونِ عبرة للجميع..

تبكي وتصرخ:
– انه كاذب هو من حاول الاعتداء على ِ ،صدقوني كاذب كاذب ..

-اخرسي يالك من مخادعه تمثلين الشرف امام الجميع واخلاقك منحطة، انظرو كيف مزقت ثيابها !!
لا اصدق لقد كنت اعتبرك من أفضل الطلبة ،لقد خدعتنا جميعا بتصنع البراءة !

الجميع يقف ويشاهد من طلبه وأساتذة وكل منهم بكلمه، منهم الشامت ومنهم الذي لا يصدق

-انا لا اصدق شروق تفعل ذلك !
-ولما لا ، لا تنخدع في المظاهر ياصديقي .
-كفاكم ظلما شروق ليست هكذا.

وقفت تستمع اليهم وهي منهارة لا احد يصدقها ،نظرت لوليد لم تفهم نظراته الحائرة اقترب منها محاولا تهدئتها، خلع سترته وضعها عليها عندما لاحظ القطع الذي تحاول إخفاءه بيدها.
نظر لعادل بشرر ،والذي بادله النظر بسخريه، ليقول وليد:

-سوف تحاسب علي فعلتك، ولن تنجو منها.
تستقوي علي الفتاة، وتطلق عليها الشائعات ،الا تخجل من نفسك ،اقسم لك لن تفلت هذه المرة

أتي العميد وقال:
-سوف تحول الفتاه وعادل للتحقيق في الامر، ولن ينجو المذنب، نظر لعادل واكمل:
– مهما كان ، هيا كل منكم الي مكانه، واحضروهم والشهود للمكتب.

كانت ترتعش وبدا يثقل نفسها، تشعر ببروده تسري بجسدها، خفتت الأصوات من حولها ودارت بها الأرض.

سارع وليد اليها حملها في لهفه وخوف ،يشفق عليها ويلعن عادل، يريد أن يقتله اخذها للمشفى المجاور للجامعة بصحبة أحد أعضاء لجنه التحقيق ، تحت أنظار الفضوليين.

انتشر خبر الواقعة وأصبحت حديث الجامعة بأكملها، وكل من يسمع يضيف شيئا على الحكاية الأصلية ،ومنهم من يدعي أنهم كانوا على علاقة معا، ومنهم من يقول لقد تزوجها في السر، ومنهم من يقول ان عادل سئ السمعة والفتاة كانت ضحيته.

لكن لن يجرؤ أحد على قول هذا أمام العميد، خوفا من الرسوب ،لكن لن يخاف ان يخوض في سمعة الفتاة فهي ضعيفة ولن تأذيه..

-لقد اعطيتها ابرة مهدئة، يبدو انها تعرضت لضغط عصبي شديد، سوف تنام لبعض الوقت ، لا تقلق ستكون بخير، وتفوق بعد ساعه انتظرها بالخارج.

قالتها الطبيبة وتركته وذهبت
ألقي عليها نظرة، ووعدها الا يتركها وحدها في هذه المحنة، ولن يترك حقه مهما حدث .
تركها وخرج جلس في الخارج ليتكلم أخيرا :

-انهيار عصبي ، ملابسها مقطعة ،انظر لحال هذه المسكينة ،أصبحت سيرتها علي كل لسان بذنب لم ترتكبه ،من يصدق انها بحالتها هذه ترتكب مثل هذه الأفعال المخزية !
هو المذنب كلانا يعلم ان سمعته ليست جيده ،لكن ليس هناك دليل مادي ضده.

– تخاف الفتيات من ان تتضرر سمعتهن ،او يرسبن ويضيع مستقبلهن.
لن اتركه يفلت بفعلته هذه المرة حتى اذا اضطررت لتصعيد الأمر للسيد الوزير، او رئيس الجمهورية بذاته ..

-اهدأ يا صديقي، اهدأ انها مجرد فتاة عادية، لا يوجد معها من يهتم بالقضية، ستفصل من الجامعة أو تحرم من دخول الامتحانات، وانتهي الامر اذا كانت مذنبة.
واذا كان عادل سوف..

قاطعه وليد :
-امم نعم سوف ماذا ؟

ارتبك الرجل :
– لا ادري ،ربما نُقل من الجامعه، او حول لمجلس تأديب او…

غضب وليد:
– الفتاة يضيع مستقبلها لانها طالبه عادية، ليس لها اقارب مهمين !!
وهو يُحول لمجلس تأديب!! لا ينقصنا غير أن يحكموا عليه بتخفيض راتبه تأديبا له!

مثل هذا لا يؤتمن على أبنائنا معه، مثل هذا لابد ان يفصل ويمنع من التدريس نهائيا، مثل هذا لابد ان يُسجن.

– أعتقد ان الامر سَيُحل ودياً ،تتنازل الفتاة ،ويتنازل عادل لأجل مستقبلها ،وتحفظ القضية.
قالها زميله بتفكير

صمت يفكر، ماذا ستفعل مؤكد ستتأثر نفسيتها، هل ستضيع عليها الامتحانات، يذهب مجهودها سُدي!
لقد كانت تخطط للدراسات العليا ،وتريد اللحاق بالعمل في الجامعة ومستواها الدراسي كان يؤهلها لذلك بجدارة.
ماذا ستقول لأمها ، ألف سؤال وسؤال ولا يعرف إجابة .

من يوم واحد كانت تدعم صديقتها، وتفكر بحل لمشكلتها.
الان تريد من يفكر لها ويدعمها.
لا أحد جوارها ،تشعر بالوحده والخوف، احساس الظلم والقهر يسيطر عليها، اكثر مايؤلمها هو امها كيف تواجهها بالأمر .

استيقظت من نومها منذ فترة، وجدت نفسها بهذه الغرفه،فطنت انها مشفى، تبكي وتفكر:
– الموت هو الحل، لابد ان الجميع يتحدث عنها الآن، وانتشرت الشائعات والحكايات، في بلدنا هذه تنتشر تلك الاخبار بسرعه البرق ،وتصبح المادة الخام للحديث.
أين أنت يا أبي ، صغيرتك بحاجة إليك الآن..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب (الفصل الرابع)

أكتوبر 22, 2022

شروق شمس لن تغيب الفصل السادس

أكتوبر 22, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *