شروق شمس لن تغيب الفصل الحادي عشر

 

شعر بالحزن تجاهها، يبدو أنهم يشبهون بعضهم.
قال مغيراً للموضوع :
-يهمني نجاحك بالطبع،لذلك لا تقصري بدراستك، انه عامك الأخير أليس كذلك؟
-نعم صحيح.
-بالتوفيق

أنهى زيارته سريعا حتى يتركها تستريح، وتستعد للقادم.
لأول مرة تشعر بالراحةفي وجوده.

-لما أنتي شاردة هكذا يا ابنتي؟
-لا شئ يا أمي ،أفكر فحسب.
-فيما؟
-في المستقبل، هل أكمل دراسات عليا ،ام ابحث عن وظيفة ،أم كلاهما؟
ما رأيك يا أمي؟
-ما يريحك يا ابنتي افعليه ،لكن لا تضغطين نفسك، انتظري اولا حتي تنتهي الامتحانات وتظهر النتيجة وقرري.
فهمت شروق ما تلمح له أمها وقالت مؤكدة:
-حتما ستظهر النتيجة،لن يتركني الله،ولن يضيعني.

ربتت علي يدها وتركتها وغادرت وهي تدعو لها براحة البال والسعادة.

-هل أنت متأكد مما تقول؟
– نعم ،وقد أحضرت صورة من القرار.
-حسنا ،عد سريعا ،واجلِب كل شئ ،آن الأوان لاستئصال الأعضاء التالفة.

انتهي اليوم بالكثير من المشاعر المتضاربة ،أحدهم وجد أخيراً الراحة والاخر أصبح في غير الحال ،كم هي الدنيا دواره وتتغير الأحوال وتنقلب في لحظة، ولا أحد يعلم ماتخبئه الأقدار ..

-صباح الخير

نظرت خلفها بغير تصديق، ابتسامة كبيرة نمت على وجهها سريعا ولم تستطيع الرد فبادرها قائلا :
-أعتذر على اختفائي تلك المدة لكن لغيابي سبب مهم في قضية شروق، أين هي ؟
توترت عند ذكر شروق وقالت :
-تقصد ،تقصد أنك استطعت الوصول لشئ في صالحها ؟
أجاب بفرحة :نعم ،لكن لن اقول شئ ألا أمامها ،أين هي ؟
اعلم أنها بالتأكيد غاضبة مني ،وتظن أنني انسحبت من وعدي لها وخذلتها لكن..
صمت قليلا ثم قال:
-لا تقولي لي انها لم تدخل الامتحانات !!
-لا ،بل دخلت وانهينا معا اليوم أخر مادة.
-إذن أين هي ،هل رحلت؟
ترددت قليلا ثم قالت:
-عليك اللحاق بها، لم استطيع منعها عما خططت له، الحق بها وانقذها ،ربما سقطت فيما نجت منه من قبل..

تركها وذهب مسرعاً عندما سمع أخر كلماتها، وقد فهم ماتقصده.
كلما اقترب من المكان دق قلبه بسرعة اكبر ،و تقافزت بداخله المخاوف والتخيلات..

خائف ،خائف ان أصل متأخر ، خائف أن أرى ما لا أستطيع رؤيته،لماذا يا شروق لماذا!!
كان عليِ إخبارها بما أفعله ،أردت فقط أن أفاجأها.

حالة من الخوف وجلد الذات سيطرت عليه ،يارب أنقذها يارب لا تفجعني بها مجددا ،يارب لا توقعها تحت براثنه ولا تمكنه منها.
وصل أمام الباب وفتح فمه مما رأي!!

اقتربت منه بفرحة:
-حمدالله علي السلامة.
-الله يسلمك، هو ايه الي بيحصل هنا!
قالها وهو ينظر حوله بدهشة، وهو يرى العميد وأمن الجامعة وبعض الأساتذة من الإدارة .
-لا داعي للدهشة ،دعني أشرح لك ما حدث حتى أرفع عنك تلك الحيرة البادية علي وجهك .

بدأت تسرد له ماحدث..

-لدي خطة ،هل ستساعدني ؟
-ماذا تقصدين ؟ قالها العميد باستفسار ثم قال مطمئنا:
-يمكنك الوثوق بي ،اشرحي خطتك..
ابتسمت له براحة وبدأت في سرد خطتها واتفقا على بدء التنفيذ.

-آسف يا عادل لقد تبدلت اسماءنا في الكشف الذي أرسل لك بالخطأ وهذا هو الكشف الصحيح ،هذا هو المدرج الذي عليك مراقبته.
-لا مشكلة، لا يوجد فرق هنا او هنا مجرد شكليات ياصديقي .
– أبتسم له بود وتركه وذهب.

بدأ عادل بتوزيع الأوراق وهو يقول بشكل روتيني:

– فلينظر كل طالب في ورقته، ولا يحاول أحدكم الغش، لن أسمح ب..
قطع كلامه عندما وجدها أمامه:
-ماذا تفعلين هنا ؟ هيا إلى الخارج..
نظرت له ببرود،
أنا أحدثك ،ماذا هل فقدتي السمع أيضا مع احترامك وحيائك!!

تعمد رفع صوته حتى يحرجها أمام الجميع ،لا يعلم انها كانت تريد ذلك فقالت في هدوء:
-لقد سمح لي العميد بدخول الامتحانات ،ولايمكنك إجباري على الخروج إلا بتصريح من إدارة الجامعة .
أما بخصوص تلك الاهانه وتشويهك لسمعتي فسأقدم بهذا شكوي للجامعة ،فلينظرو بها مع شكوي تعديك عليَّ ،ولنري من منا الذي فقد حياؤه .
نظر لها بدهشة،لم يكن يتوقع هذا الرد، ابتلع لعابه ثم اقترب منها وأخفض صوته وقال بوقاحة:
-أتدرين أعجبني هذا التغيير الجديد حقا ،أنا لم أغير رأيي ولن أتراجع عن مااريد ، إذا كنت لا أستطيع إخراجك ومنعك من تأديه الامتحان ،أستطيع فعل أشياء أخرى.
فكري مرة أخرى، ومكتبي مازال مفتوحا ، والعرض جاري ،استطيع انهاء كل هذا بلحظة.

نظرت له نظرة لم يفهمها ثم جلست بصمت وبدأت تستعيد تركيزها وتؤدي الامتحان..

بعدها ذهب للعميد وكذب عليه بالطبع لكن العميد فاجأه بشئ لم يكن يتوقعه:

-مازال التحقيق مستمر حتى نفرغ تسجيل الكاميرات .

-كاميرات!!
هناك كاميرات في غرف الأساتذة!!
قالها عادل بصوت مهزوز ،ابتسم العميد وقال:
-بالطبع هناك كاميرات بكل مكان .

ننتظر فقط التصريح ووصول الفنيون المسؤولون ،فكما تعلم هذه الفترة الجامعة والإدارة بأكملها منشغلون بالامتحانات ،لهذا أجلنا أمر التسجيلات لحين انتهاء الامتحانات .

-ومتى سيأتي هؤلاء الفنيون؟
– ربما بأخر يوم بالامتحانات ،ليس لدي علم ،لكن حتما سيأتون..

بالأمس أتي الفنيون بالفعل ،لكن ليس لفك الكاميرات بل لتركيبها وهذا مالم يكن يعلمه عادل ..

-دكتور عادل ، هلا سمحت لي بدقيقة من وقتك ؟

-شروق!!
قالها بوجه باسم لكن دُهش أيضا وتغيرت ملامحه وقال :
-ماذا تريدين ؟
نظرت إلى الأرض بضعف وقالت :
لقد فكرت بالعرض الذي عرضته عليِ ..
نظر لها بوقاحة وانتصار :
-كنت متأكد انك ستأتين ،فأنا لا أقاوم ياعزيزتي.
لكن للأسف جئتي متأخرة ،لقد ألغيت العرض ، قالها بتلاعب فهمته جيدا فقالت بعيون تملؤها الدموع :
-ارجوك ساعدني ،لقد دُمر مستقبلي ،الا يكفي غضب أمي عليِ ،ساعدني وسأفعل كل ما تريد سأكون مطيعة لك طيلة العمر ، لا أريد أن أرسب و افصل من الجامعة.
لن أفعل مثل المرة الأولى ،لن أصرخ ولن أقاوم ..
قالتها وانهمرت دموعها ،نظر لها بتشفي وقد أرضت توسلاتها غروره .
-حسنا اتبعيني ..
دخل المكتب وأغلق خلفها وقال :
-من الجيد أن العمال قاموا بفك الكاميرات .
مثلت شروق الدهشة :
-ماذا ؟ كان هناك كاميرات !
كان سيفضح امرك لا محالة دون تنازل مني !
ذهبت سريعا لتفتح الباب ،لحقها قائلا:
-هذه المرة لن يرحمك مني أحد ولن ينقذك العاشق الولهان ،لن يصدقك احد أيضا .
– الكاميرات ستفضح أمرك.
-لا بأس ،سأكون وصلت لما اريد ،ولا يهم شئ اخر ،ثم ان وجودك معي بعد ما حدث ينفي التهمة عني، يمكنني قول إنها مؤامرة منك للضغط علي حتي اتزوجك، وأنا رجل ضعفت تحت تأثير جمالك الفتان .

قالها وهو يقترب منها بوقاحة أكبر ويقول :
لقد أسرتي قلبي منذ أول مرة رأيتك بها ،لن اتنازل عنك ،هذا حقي!
يمكنني إغداقك بالمال ،يمكنني أخذك معي ونسافر، لما تتمنعين عليِ ،منذ لحظات كنتي تتوسلين ألي ،لا تخافي لايوجد كاميرات الأن..
نظرت له بجمود وقوة ظهرت فجأة، تلك النظرة التي لم يفهمها من قبل، في تلك اللحظة فُتح الباب ودخل الجميع :

-بلى يوجد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب الفصل العاشر

أكتوبر 29, 2022

شروق شمس لن تغيب الفصل الثاني عشر

أكتوبر 29, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *