شروق شمس لن تغيب الفصل الثالث

قالتها أم شروق وهي تغادر المنزل بحزن بعد خروجها شرد والد ريهام وحدث نفسه : -سامحيني يا أبنتي فليس لدي حل آخر.

عادت حزينة لا تدري ماذا ستقول للفتاة قابلتها، شروق وريهام وسألت الاخيرة بلهفة : -ماذا قال لكِ؟
استطعتِ إقناعه ؟؟

-لما لا تجيبي يا أمي !

بدأت الأم تحكي ما حدث في حزن وحسرة ،وجمت ريهام ثم استجمعت شتات نفسها وقالت :
-حسنا سأوافق.

-ماذااا !
قالتها شروق في تعجب لترد ريهام :
– ماذا تنتظرين إذا !
أبي وأمي لا يريداني، ربما ذلك ال… العريس هو الوحيد الذي يريدني.
ربما وجدت عنده بعض الحب ، أغمضت عينيها في ألم واستأنفت :
-علي الأقل سيصبح لدي بيت يؤويني.

-لكن ياريهام هذا لا….

– يكفي ياشروق، لا أريد أن اورطكم بالمشاكل، لقد اتخذت قراري وسوف اتحمل نتائجه ، وليصبرني الله ويوفقني .

قامت وبدلت ملابسها وغادرت المنزل وسط توسلات شروق لها بالتفكير مجددا ، و أن تظل عندها لكن لا جدوى رحلت وتركتها ، نظرت شروق لأمها بيأس ودخلت غرفتها، حاولت المذاكره لم تستطع حاولت النوم أيضا لا جدوى ، صورة ريهام لا تفارقها .
تتخيل المئات من السيناريوهات المؤلمة، ظلت تلف وتدور في الغرفة ، تفكر هل لو كان أبيها على قيد الحياة هل كان سيفعل مثل والد ريهام ؟
هل الآباء جميعا قاسيون مع أبنائهم ،أم هو والد ريهام فقط .
تذكرت كلام ريهام وهي تفكر ماذا لو تبدلت الأدوار ماذا كانت ستفعل ! لم تجد إجابة تريحها وتهدئها بعد كل هذه الحيرة وذلك التفكير ،نظرت لها أمها في شفقة على حالها وقالت :
– قومي وتوضئي وصلي ركعتين لله ، وادعي ربك ان ييسر حالها ، ويريح قلبك وقلبها، هيا يا ابنتي، توكلي علي الله واتركيها له كما فعلت صديقتك.
-حسنا سأفعل ..

رجعت إلى الجامعة في اليوم التالي لم تجدها، ظلت شاردة ،لا تستطيع التركيز ،استمر الحال عدة أيام، مما لفت أنظار زملائها ومعلموها .
بعد إنتهاء المحاضرة استدعاها الدكتور وليد إلي مكتبه.

– هل أنتي بخير ؟
-نعم، الحمد لله.
– لما أنتي شارده إذن ؟
هذه ليست عادتك !! ف دائما لديك أسئلة ومناقشات ..

-أسفه يادكتور، لدي بعض المشاكل في المنزل ،لكن أعدك أن أحاول التركيز مجددا ،وسأعمل على الفصل بين الدراسة والمشكلات الأخرى.

قام من كرسيه وجلس مقابلها وابتسم :
-حسنا، يمكنك عرض مشكلاتك عليّ، ربما وجدت لكي الحل.
ف دائما صاحب المشكلة لا يستطيع التفكير جيدا، ولا يرى الحلول بسهولة ووضوح مثل من هو خارجها .
نظرت له بتعجب وقالت :

– أظن أنني أعرف هذا الكلام لقد لقد..
رد عليها وأكمل كلامها:

– لقد قُلتيه من قبل أليس كذلك؟
هزت رأسها بدهشة وهي تسترجع الموقف في رأسها .

-ما لي اراكِ شاردة ياقمري ،ماذا هناك ؟
– لدي بعض المشكلات بالمنزل .
-امممم، يمكنك إذن مشاركتي، بها، فأنا خارج المشكلة، وخارج المنزل، يمكنني رؤيه الحلول أفضل منك، ويمكنني التفكير بهدوء أكثر أيضا..

ابتسمت صديقتها وبدأت بسرد المشكلة .
ابتسم هو أيضا من بساطتها وعفويتها ،لقد قالت تلك الكلمات الرائعة بكل تلقائية
أفاقت من شرودها وقالت :

-نعم لقد قلته لكن !!
-حسنا حسنا، لقد سمعتك بالصدفة ،لكن لروعة كلماتك حفرت في ذاكرتي ،وأراها مثالية في المواساة والمشاركة .
هلا شاركتيني همومك إذن .

ابتسمت بود وبدأت تسرد المشكلة، بدا عليها الحزن والتأثر ،من الواضح حبها الشديد لصديقتها .

– لا أعلم كيف ستتحمل كل هذا إنها فاقده للأمل ،عاشت عمرها تنتظر لحظات الحب النادرة التي تسقط من أبويها غفوا ،تصبر نفسها بمستقبل أفضل، وزوج محب وحنون، يعوضها سنون الجفاء والحرمان ، وتكون هذه هي النهاية!

قالت جملتها الاخيرة وأخرجت منديلا تمسح عبراتها التي بدأت بالهطول ..
– إهدئي ارجوك اهدئي ،
صديقتك حسمت خيارها في لحظة تهور ويأس ، مازال لدينا الوقت يمكننا أن نثنيها عنه و…
قاطعته قائلة :
– لن يسمح لها والدها ان تَعدل عنه .
وهي أيضا لن تخرج عن طوع أبيها ، مازالت ترجو مرضاته ..

-لما لا تذهبِ لزيارتها إذن ؟ ردت بحياء وحزن :
-عندما ازورها لايكون مُرحب بي من قبل زوجة أبيها، لذلك لم أعد أفعل هذا .
فأخر مرة كانت ستتطردنا انا وهي .

-اعتقد الأن بعد موافقتها علي الزواج لن يرفض لها أحد طلب، وسيرحبو بك ان كنتي ذاهبه للمباركه ،ومساعدة العروس .

ولا تنسي ايضا الامتحانات بعد أسبوعين، لتخبريها تأجيل الزفاف لبعد ذلك، وهنا نكسب بعض الوقت .

-فكرة رائعة.
قالتها وهي تصفق بسعادة ثم استدركت فعلتها:
-أسفة لقد تحمست قليلا ً

ابتسم :
– لا بأس، هيا اذهبي علي الفور . قالها ثم استطرد :
-انتظرك غدا لتخبريني ماذا حدث ..
– نعم نعم، علي الفور.

مشت عدة خطوات ثم استدارت:
-دكتور وليد.
التفت لها أكملت حديثها المقطوع:
– أشكرك لاهتمامك ووقتك أنت دائما تهتم بطلابك، ولا تبخل علينا بالنصيحة، بارك الله فيك وزادك من فضله وحب الناس .

لم يعرف كيف يرد عليها هز راسه بابتسامه واسعه خرجت واغلقت الباب خلفها، لكن شعرت وكأنها مازالت تري ابتسامته تتسع .

أغلقت الباب لكن مازلت اري احمرار وجهها ،وعلامات الخجل .
-نعم اساعد الجميع لكن …

قطع تفكيره دخول زميله الجديد عادل الذي عين منذ عام، لم تتوطد علاقتهم جيدا كمثل باقي الزملاء ،بينهم دائما مشاحنات بسبب سلوكه الغير مريح كما يقول وليد ،وبسبب فلسفة وتعنته معه كما يقول عادل .

-كيف حالك الآن؟
اظنه بأفضل حال .
وتابع كلامه بغمزة عين ذات مغزي..
– لم يفهم وليد علي مايرمي كلامه .
-الحمدلله دائما وابدا، لكن أشعر في كلامك لهجه غير مريحه، مارأيك ان تقول ماعندك جملة واحدة، ف انا لدي محاضرة أود التجهيز لها .

-لقد رايتك تدخل المكتب مع تلك الطالبة ،ومر وقت طويل وانا بالخارج .
كم كنت اود الدخول لكن خفت ان اقطع شيئا مهما ،او اكون عازولا.
نصيحه مني تلك اللقاءات لا تدار هنا بالجامعه و….

قطع كلامه بنبرة غاضبة وحاسمه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب الفصل الثاني

أكتوبر 20, 2022

شروق شمس لن تغيب (الفصل الرابع)

أكتوبر 20, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *