شروق شمس لن تغيب الفصل الخامس عشر

 

وعندما أصبحت في سن التاسعة أستيقظت من نومها متأخرة،

لم يوقظها جدها اليوم كعادته، ذهبت إليه وظلت تنادي:
-جدي، لقد تأخرت على المدرسة، الساعة الآن الحادية عشر.
جدي، لما لا ترد، هل انت مريض..

اقتربت منه بقلق وربتت علي يده ووجنتيه بهدوء لم تجد رد، خافت،

خرجت مسرعة إلي الجارة التي في مقابلها تطلب المساعدة والنجدة.

قالت وهي تبكي:
-جدي نائم ولا يتحدث، إنه مريض، من فضلك أطلبي لي أمي ياخالة.
-لا تخافي ياابنتي ،تعالي معي لنراه

ذهبت معها الجارة وتفحصت يده وجدتها باردة، وضعت إصبعها تحت أنفه لم تجد أي نفس،

صدمت ولم تعرف كيف تخبرها بهذا اختنق صوتها واخذتها في حضنها وهي تربت عليها وتردد:
-لا حول ولا قوة إلا بالله ،إنا لله وإنا إليه راجعون.
أخذتها معها وطلبت والدتها لتأتي.

صدمة كبيرة، صدمة كبيرة بالنسبة للفتاة وأمها، كانت تلك أول مرة تعرف فيها ريهام ماهو الموت،

فهي لم تكن واعية لوفاة جدتها عن أمها، لم تستوعب في البداية ماهية الموت ، ولما بكاء أمها؟ ولما يرتدي الجميع الأسود!
لم تكن تعرف أن لديها اقارب كُثر هكذا !
أين كانوا من قبل؟ وأين جَدها؟ أجابتها أمها:
– أنه رحل للسماء.

الكثير من الأسئلة ظلت معلقة ،والسؤال الأهم مع من ستبقي الآن؟…
ظلت التساؤلات تدور في عقلها الصغير، ظلت أمها معها ثلاثة أيام وفي الرابع عادت معها لمنزلها.
أخبرتها أمها أن ابيها سيعود من السفر قريبا وستذهب للعيش معه،

فزوج أمها لم يوافق علي الإقامة الدائمة معهم ووالدها علي قيد الحياة.

بعد طلاق ابويها أصبحت علاقتهم جيدة لا مشاجرات ولا صراخ،

سبحان الله لما لم يحدث هذا التفاهم من قبل !
عاد الأب من السفر وأخذها إلى منزله، كانت المرة الأولى لها التي ترى أخيها الجديد،

وابيها أيضا لم تراه الا مرتين، علي كل حال لا جديد عليها، فهو يسافر دائما ولم تكن تراه كثيرا،

ظلت هناك شهر لكنها لم تكن مرتاحه، ويبدو أن زوجة ابيها أيضا لم تكن مرتاحة وخصوصا بمكالمتها لأمها يوميا.

فوجئت بأبيها يخبرها انها ستذهب للعيش عند والدته، فكرت مع نفسها وقالت:
-جدتي كبيرة مثل جدي، إذا رحلت ايضا أين سأذهب ياأبي؟

تفاجأ من سؤالها، ربما دار بذهنه نفس السؤال ماذنبها هي تنتقل من دار لدار،

لا تشعر بالاستقرار ولا تعيش بكنف والديها، تحملت وحدها نتيجة خطأهم،

ربما تأخر كثيراً ليعلم تلك الحقيقة لكن لا حيلة في يدية زوجته تهدده بالطلاق

ولا يريد أن يعيد الكرة مرة أخري وخصوصا بعدما انجبت له الولد الذي كان يحلم به.

إنتقلت لجدتها وهناك تغير كل شئ وجدت رفيقتها وحصلت علي أم حنونه،

هونا عليها ايامها، عاشت لاول مرة مشاعر الدفئ التي كانت تفتقدها،

جدتها أيضا كانت تفعل كل مابوسعها لإسعادها، لكن لم تدوم سعادتها طويلا وانهار المنزل ورحلت جدتها….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب الفصل الرابع عشر

نوفمبر 24, 2022

العود السعيد إلي الاورفليسي( هكذا تكلم جبران )

نوفمبر 24, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *