شروق شمس لن تغيب الفصل السادس

 

من يوم واحد كانت تدعم صديقتها، وتفكر بحل لمشكلتها.
الان تريد من يفكر لها ويدعمها.
لا أحد جوارها ،تشعر بالوحده والخوف، احساس الظلم والقهر يسيطر عليها، اكثر مايؤلمها هو امها كيف تواجهها بالأمر .

استيقظت من نومها منذ فترة، وجدت نفسها بهذه الغرفه،فطنت انها مشفى، تبكي وتفكر:
– الموت هو الحل، لابد ان الجميع يتحدث عنها الآن، وانتشرت الشائعات والحكايات، في بلدنا هذه تنتشر تلك الاخبار بسرعه البرق ،وتصبح المادة الخام للحديث.
أين أنت يا أبي ، صغيرتك بحاجة إليك الآن..
تذكرت ذلك اليوم القاسي ،عندما غادر أباها الحياة بلا رجعه..
طفلة صغيرة تقف بجانب الباب تشاهد أباها ويحمله صديقه بخوف:
-ماذا بك ،بماذا تشعر أخبرني؟
-لا تخف هكذا انا بخير ، لابد انها النوبة لقد تعودت عليها.
مابك ايها السمين لا تستطيع حملي وترتجف وكأننا في فصل الشتاء، قالها والده لصديقه يحاول المزاح لتخفيف توتره،أنهى كلامه وبدأ يسعل بقوة نادتها أمها وهي تبكي :
-شروق أذهبي لعمك ليحضر السيارة سريعا.

ذهبت شروق وهي تهرول :
-هيا يا عمي ،ابي مريض أسرع هيا.
أدار سيارته بسرعه وذهب معها ،حمله الجيران وذهبت امها معهم للمشفى وتركت الأبناء وقفت شروق وهي تحتضن أخوتها ويبكون
-لا تخافا سيعود بخير ،سيعود أبي وأمي سالمين.

لا تعلم ماذا حدث فقط تتذكر بكاء أمها وصراخها ، الجميع يربت عليها الكثير من الأقارب حضروا أمها تبكي ولا تتوقف عن البكاء عندما سألت إحدى الجارات،
– لما تبكي أمي وأين ابي ؟
أخبرتها أن عليها الا تسأل عن أبيها مجددا وعليها الا تبكي حتى لا تمرض أمها .

كتمت حزنها بداخلها ،لم تسأل بعدها أبدا فقد علمت الأجابة ،انه لن يعود، لا تريد أن تمرض أمها وتذهب وتتركها أيضا

تريده الآن وتبحث عنه ،تسأل عنه بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على مغادرته، تريده ستذهب إليه أنه لن يعود..

عادت من ذكرياتها وهي تبكي بشدة،نزعت الانبوب المغذي الموصل بيدها برفق، تاوهت بضعف، قامت باتجاه النافذة، انها علي ارتفاع طابقين تقريبا ستفي بالغرض، لكن انها علي علو.

جسدها منهك لا تقدر علي الصعود، نظرت حولها وجدت كرسي بجوار السرير ،حاولت حمله ألمتها يدها، سحبته فاصدر صوتا ،قربته من النافذة ووقفت فوقه .

-يارب انت تعلم أنني مظلومه، يارب سامحني واغفرلي، لا استطيع العيش في هذا العالم ،والظلم في كل مكان.
اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله.
اغمضت عينيها واستسلمت لمصيرها فجأه شعرت بيد تسحبها بقوة:

-أجننتي ياشروق؟
ماذا تفعلين!
اهدئي اهدئي، سيكون كل شئ بخير، لم اعتاد عليك بهذا الضعف والاستسلام، اهدئي أرجوك.
ضمها وقيد حركتها، وبدأ يربت على ظهرها برفق.
دخلت الطبيبة بصحبة زميله الذي أسرع في احضارها عندما شاهد ماحدث ،اعطتها إبرة مهدئة أخرى .

حملها ووضعها في الفراش وهو يشعر بالأسى تجاهها،وما وصل إليه حالها.
عندما سمع صوت الكرسي عرف انها استيقظت، قرر الدخول اليها والحديث معها، صُدم عندما رآها تقف على الكرسي تريد انهاء حياتها.

طلب من زميله الرجوع للجامعة، وإخبارهم بالوضع ،و طلب من الطبيبة كتابة تقرير مفصل عن الحالة، وسيظل هو برفقتها ..
بداخله يريد حضور التحقيق، لمعرفة ما سيقوله عادل، لكن لا يستطيع تركها وحدها..

تأخرت شروق كثيرا، قلق عليها اخواها لا ترد علي هاتفها، قام أخيها الأكبر بالاتصال بوالدته:

-كيف لم تعد إلى الآن ؟
-لا أعلم يا أمي ،لقد ظننت انها أخبرتك بشأن تأخيرها هذا،هذه ليست من عاداتها!!
– أتصل بها إذن ياولدي.
-هاتفها مغلق يا أمي ،لهذا هاتفتك .

-حسنا لا تخف ،سآتي على الفور .

قَلقت كثيرا، هذه ليست عادتها فعلا ، استأذنت من عملها ورجعت الى المنزل بسرعه.
مازالت لاترد علي هاتفها ، اتصلت بريهام اذا كانت تعرف شيئا، اخبرتها انها لاتذهب للجامعة، لكن ستتصل بزميله اخري وتحدثها مرة اخرى بالاخبار .

-ماذاااا ؟
شروق!، لا مستحيل، مستحيل وأين هي الآن ؟
كيف لا تعرفين أي مشفى اخذها!
قالتها ريهام وبدأت في البكاء.
– اين انتي ياشروق وماذا فعل بك هذا اللعين..

بينما هو جالس بجوارها سمع صوت مكتوم ،يبدو انه هاتفها، تردد في فتح حقيبتها لكن فتحها في النهاية، لابد انها أسرتها تود الاطمئنان عليها.

-السلام عليكم
نعم هذا هاتفها
مرضت قليلا ونحن الان في مستشفي …
حسنا في انتظاركم.

اغلق معها وبدأ يفكر ويرتب كلامه، وماذا سيقول لوالدتها؟

اغلقت والدتها الهاتف واتصلت بريهام، اخبرتها ماحدث.
بالطبع أخفت ريهام معرفتها شئ، وقالت لها ستلحق بها على الفور.
استأذنت من ابيها الذي رفض في البداية، لكنها أصرت..

هاتفت خطيبها المزعوم تستأذنه ،فرح بمكالمتها وتوسط لها عند أبيها فوافق على مضض..

وصلت الأم بعد حوالي ساعه،وبعيون باكية وقلب ينهشه القلق وصلت الغرفة ،فتحتها بلهفة لتجدها نائمة وعلى وجهها علامات الحزن والتعب.
امسكت يدها وقبلتها:
-ماذا حدث لكي يا صغيرتي ،صباحاً كنتي بأفضل حال، ماذا حدث ؟
ماذا أصابك!

-اهدئي يا أم شروق، اهدئي .
قالها وليد محاولا تجميع الكلام .

-انت من جئت بها هنا ؟
أخبرني يا ولدي ماذا حدث لها ؟

-ام شروق انتِ تثقين في ابنتك واخلاقها أليس كذلك ؟

-نعم بالطبع أثق بها، لكن لما هذا السؤال؟
وما علاقته بحالتها !

بدأ وليد يشرح ماحدث وسط ذهول والدتها تساقطت دموعها حزنا وقهرا علي ماحدث لابنتها شهقت بقوة وكادت تميد بها الارض عندما ذكر محاولتها الانتحار

-ارجوكِ يا أم شروق اهدئي، فهي بحاجتك الآن لتطمئنيها، ابنتك مثال للتربية والأخلاق ،جميعنا نعلم هذا.

-ذلك الأستاذ تدور حوله الشبهات، لقد نقل حديثا إلينا،وافتعل الكثير من المشاكل في فترة قصيرة، أعدك أن أقف بجانبكم، وافعل كل ما في وسعي لاسترداد حقها..

وصلت ريهام وجدت امها تبكي، لابد انها عرفت ما حدث، بكت هي ايضا..

-ماذا فعل بها ذلك الحقير، لم اكن ارتاح لنظراته ابدا..

وليد بلهفه:
– هل تعرفين شيئا ، هل اخبرتك بشئ من قبل؟
هل سبق وتعرض لها ؟ قالها في خوف من الإجابة

-مهلا يادكتور ، لا لم يسبق ذلك ،لكنه اكثر من مرة بطلب أن يتحدث معها بمفردها، لكنها تصده أو تكون منشغلة.
ذات مره تكلم معها بعد انتهاء المحاضرة، وعندما سألتها قالت لم يقل شيئا مهما، لكنها لم تشعر بالارتياح، وظل يلف ويدور بلا أن تعرف شيئا ..

-لابد أن تشهدي بهذا في التحقيقات .
قالها وليد بصرامة

-لا مانع لدي -وسأتحدث مع زملائي، يمكن أن يكون تعرض لاحداهن.
فمنهم كثيرات تكرهه، لابد ان هناك سبب.

-هذا جيد .

فتحت شروق عينها وجدتهم جميعا حولها ،ضمتها امها بحنان، وربتت ريهام علي يدها:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروق شمس لن تغيب الفصل الخامس

أكتوبر 23, 2022

شروق شمس لن تغيب الفصل السابع

أكتوبر 23, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *