رجل يبيض ذهب

ساتيا_ساي_بابا..

شرب أكثر من عشرين كأس ماء، وسط الجموع و متابعة الأنظار، الكاميرات، وكالات الأنباء، لكنه فجأة بدأ يشعر بالاختناق، طلب بعض الهواء، أحضروا المراوح بالقرب منه، لكنه بدأ يتصبب العرق بشكل ملحوظ، و معه بدأ توتر الجمع يتصاعد شيئا فشيئا.

و فجأة.. حدث ما كان الجميع ينتظره، و أتت من أجله كاميرات التصوير، بثق من فمه بيضة، لكنها لم تكن بيضة عادية.. انها من ذهب.

حكيم أم واعظ أم مشعوذ؟؟!

ساتيا ساي بابا، و ترجمتها للعربية ” جنة الحق “، المهنة زعيم ديني و واعظ و شاعر و فيلسوف و خطيب هندي، وجهة الكثير من الناس أصحاب الحاجة، و قبلة الكثيرين من كل حدب و صوب على اختلاف ألوانهم و ألسنتهم، لكنه لم يذهبوا كي يشاهدوا البيضات الذهبية و هي تخرج من فمه؛ لا.. فهناك المزيد.

يأمر قعيد بالوقوف، يضربه على قدمه بكفيه برفق، العجوز يقف و يتحرك دون مساعدة، يحرك معصمه بحركة دائرية فيخرج من كفه القلائد و السلاسل الذهبية، غير التربة المقدسة التي تخرج من يده حينما يفركها، و على الرغم من ذلك كان بسيطًا، حاف القدمين.

ولد الساي بابا عام ١٩٢٦، والديه راجو وأمه ايشواراما فلاحان فقيران من قرية بوتابارتي. وقد ظهرت الكرامات في بيته شاهدتها اخته الكبرى ومنها تآلف الحيوانات معه وسماع انغام روحيه دون وجود عازف، منذ التحاق الساي بابا الابتدائية ابدي موهبة واضحه في الدراما والفنون والموسيقى والتمثيل، وكتب اشعار واغاني لاهالي القرية اتخذت الطابع الصوفي، اظهر شفقه ومحبة تجاه الطبقات المعدمه والمحرومين والمعاقين والمرضى. لا يحمل اي كراهيه ولا يعذب اي حيوان

مجلات وكتب كثيره تساءلت عن سر المعجزات التي يظهرها الساي بابا، التربة المقدسة والقلائد والعقود والساعات وشفاء المرضي أو تغيير لون ثيابه بثوان. كتابات تظهر بخط يده علي مستشفيات في لندن أو بقاع مختلفه من العالم ! فرانك بارانوفسكي متخصص بتصوير الهالات فوق البنفسجيه وتحت الحمراء (كيرليون) التقط صورة بكاميرا كيرليون للساي بابا اظهرت هاله باللون البنفسجي الزهري..وقد امتدت الي مئات الامتار، وعلق : يستحيل ان تكون هذه هالة لإنسان عادي، حيث انها تجاوزت الافق ولا حدود لها.

ارليندون هاردلسون استاذ علم النفس، بدا يقابل افرادا شهدوا هذه المعجزات ووثق العديد منها، منها تحويل الماء الي شراب آخر، تحويل الغرانيت الي سكر وحلوى، تحويل الماء الي بنزين، وقال ان بعضا منها تشبه ما كتب في الكتب الدينية.وقام بها قديسون. علق الساي بابا علي هذه المعاجز بقوله : انها بعضا من مظاهر القدرة الالهيه التي يكشفها عيانا علي ايدى من يختارهم ورفض اخضاع اي كرامه تحت التجربة والشك أو الإقناع.

عام 1976 قام اثنان من مستشارين جامعة بنغلور بتوجيه خطاب علني الي الساي بابا يطلبان فيه موافقته لقبول شروطهم بان يؤدي كرامات معينه في ظروف يختاراها هما للحكيم، لكنه تجاهل الرد عليهما وقال انه رسالتهما فيها لهجة تحدي وتفتقر الي الاحترام، ووجه ردا الي هذان الاستاذان : أن العلم يقتصر علي عالم التجربة والماديات التي تخضع الي العقل الإنساني وبدورة فهذا العقل يريد جوابا علي اليقين أو الشك، بينما الكرامات والروحانيات تسمو علي الشك واليقين الي عالم اسمى تتجلى فيه مظاهر القوة الروحانيه، وعليه فعلي الاساتذه المحترمين وضع قوانين وشروط تستند بظروفها علي القوة الروحانيه ليستطيعا فهم هذه الكرامات وليس عن طريق العلم. وكانت هذه الرسائل تنشر بالصحف الهندية وقد تجاهل بعد هذا الرد الساي بابا ان يرد علي اي رساله بعدها.

خمس و ثمانون سنة، انتهت بمراسم جنائزية مهيبة، حضرها العديد و تابعتها العدسات، أطلقوا الأعيرة النارية و الأعين تتابع الساي بابا من خلف صندوقه الزجاجي في حالة من الذهول و الحزن، انتظروا حدوث معجزة جديدة غريبة هذه المرة لكنها لم تحدث، هندوسي لكنهم لم يحرقوا جثته كعادة الهندوس، أسدلوا الستار على الجثمان فترة ثم رفعوه ليكشفوا عما حدث للجثة.. لقد دفنوه تحت الأرض مثل المسلمين.

#نجم_الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثورة الزُط

يوليو 11, 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *